إعلام ياباني ومحللون يصفون شخصية فوميو كيشيدا بـ”غير الحازمة والبسيطة”، وصحيفة “نيويورك تايمز” تقول إن “فوز فوميو كيشيدا هو انعكاس قوي لسلطة الديمقراطيين الليبراليين الراسخة في اليابان”.

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية: “مع تعيين فوميو كيشيدا، الذي اختاره الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان، في منصب رئيس الوزراء الشهر الماضي، تجاوز الحزب كلاً من تارو كونو الذي كان يحظى بشعبية لدى الجمهور، والقومية اليمينية سناي تاكايشي التي كانت ستصبح أول زعيمة لليابان”. 

ورغم أنّ أنفوميو كيشيدا قاد الحزب للفوز يوم الأحد الماضي في الانتخابات البرلمانية، فقد قالت الصحيفة: “في مواجهة استياء الرأي العام من الركود الاقتصادي ومعالجة الحكومة لأزمة فيروس كورونا، خسر الديمقراطيون الليبراليون مقاعد في البرلمان، كما خسر حزب المعارضة الرئيسي، الحزب الدستوري الديمقراطي، مقاعد أيضاً”. 

وتولى أنفوميو كيشيدا منصب رئاسة الوزراء قبل شهر، بعدما استقال سلفه يوشيهيدي سوغا بعد عام فقط، وذلك لعدة أسباب، من بينها الاستياء الشعبي من إدارته لأزمة “كوفيد-19”.

وحصل الديمقراطيون الليبراليون على 261 مقعداً، متجاوزين 233 مقعداً مطلوباً لتحصيل الأغلبية البرلمانية، وفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة العامة. 

واعتبرت الصحيفة أن “صعود كيشيدا، وهو وزير خارجية سابق، انعكاس قوي لسلطة الديمقراطيين الليبراليين الراسخة في اليابان”.

وقال الخبراء السياسيون: “لقد تم اختياره على وجه التحديد بسبب شخصيته غير حازمة والبسيطة، لأنه يسمح لأصحاب السلطة من وراء الكواليس بإسقاط أجندتهم عليه”. واتّخذ الحزب قراره “واثقاً من قدرته على الفوز في الانتخابات، على الرغم من افتقاره إلى الكاريزما”.

ولا تزال وسائل الإعلام اليابانية تصف كيشيدا بشكل متكرر بأنه “ممل وهو يكافح من أجل التواصل مع الجمهور أو مع مؤيديه وأصدقائه أيضاً”.

وفي أحد خطاباته، تحدث كيشيدا عن الرأسمالية الجديدة التي من شأنها تقليص عدم المساواة في الدخل. وقد عمد إلى التراجع عن اقتراح رفع الضرائب على مكاسب رأس المال.

كما عاد كيشدا إلى كتاب قواعد اللعب الاقتصادي المألوف للديمقراطيين الليبراليين، إذ دعا إلى مزيد من الإنفاق المالي على المشاريع المدعومة من قبل الصناعات الكبيرة مثل البناء، والتي عادةً ما تدعم الحزب.

وقال جيمس برادي، رئيس شركة استشارية حول إدارة المخاطر، إن كيشيدا “يجسد شخصيات أخرى في الحزب لتوضيح أفكارهم. إنه ليس قائداً قوياً. إنه ليس شخصاً يبتكر الكثير من الأفكار”.

وكان كيشيدا وزيراً للخارجية عندما زار الرئيس باراك أوباما هيروشيما في العام 2016. 

وبصفته سياسياً من هيروشيما، عارض كيشيدا الأسلحة النووية، واتخذ مواقف أكثر تشاؤماً في السياسة الخارجية، لكن بصفته مرشحاً لمنصب رئيس الوزراء، عزز وجهات نظره المتشددة بشأن الصين، وأيّد إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية التي توقفت الغالبية العظمى منها منذ الانهيار الثلاثي في ​​فوكوشيما قبل 10 سنوات. ويعد دعم الطاقة النووية من البنود الرئيسية في جدول أعمال الجناح اليميني للحزب الديمقراطي الليبرالي.

يشار إلى أن كثيرين اعتبروا أن المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الحزب الحاكم هو تارو كونو، الذي كان وزير الإصلاح الإداري المنتهية ولايته، والمسؤول أيضاً عن حملة التطعيم الوطنية ضد كورونا.

وشارك أقل من 56% من الناخبين في الاقتراع، في استمرارية لنسب المشاركة الضئيلة التي سجّلت في الانتخابات اليابانية في السنوات الأخيرة.

المصدر: وكالات

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version