العميد في الاحتياط الإسرائيلي، يوسي كوبرفاسر، يشير إلى أن “سرعة انهيار حكومة أفغانستان، دليل آخر على الصعوبة التي يواجهها الغرب بشكل عام، والاستخبارات الأميركية بشكل خاص، في فهم العالم الإسلامي”.
قال العميد في الاحتياط الإسرائيلي، يوسي كوبرفاسر، وهو باحث في المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة، إن “سرعة انهيار حكومة أفغانستان والجيش الذي شكله الأميركيون، البالغ 300 ألف جندي مع تجهيزات متطورة، مقابل عناصر “طالبان”، هو سبب للقلق من عدة جوانب”.
وأضاف أن “الأمر يشير إلى أي حد كانت تفتقر التجربة الأميركية للجذور الثقافية والسياسية خلال غرس النظرية الليبرالية لدى الأفغان، ومدى خطأ هذا النهج منذ البداية”، مشيراً إلى أنه “دليل آخر على الصعوبة التي يواجهها الغرب بشكل عام، والاستخبارات الأميركية بشكل خاص، في فهم العالم الإسلامي”.
واعتبر كوبرفاسر أن “الخطوة الأميركية ستُعتبر على الساحة الدولية دليل على الضعف”، مضيفاً أنه “سيتم تظهير الانسحاب كتعبير آخر عن الضعف الأميركي، الناتج عن عدم الرغبة في دفع ثمن بالحياة البشرية والمال المرتبط بالصراع المستمر ضد الإسلام الراديكالي”.
وخلص الباحث الإسرائيلي أن “هذا قد يقوي العناصر الإسلامية المتطرفة مثل إيران، القاعدة وداعش، ويشجعهم على تحدي الولايات المتحدة وحلفائها، بمن فيهم إسرائيل”.
“الانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط سيؤثر على العراق وسوريا”
وفي تعليق على سيطرة “طالبان” على البلاد، معلق الشؤون العسكرية في القناة “12”، نير دفوري، أشار إلى أنه “إذا نظرنا إلى هذا الحدث، وكل الشرق الأوسط ينظر إلى ما يحدث في أفغانستان، يمكن أن يؤثر علينا أيضاً”.
وتساءل دفوري “قبل كل شيء جميع حلفاء الولايات المتحدة ينظرون إلى هذا الأمر ويقولون متى سيتخلى عنا الأميركيين”.
وتابع: “الأميركيون ينسحبون من الشرق الأوسط، هذه استراتيجية واضحة تتدحرج منذ فترة واليوم وصلت إلى إحدى ذرواتها، وهذا الأمر يمكن أن يؤثر على العراق وعلى الأميركيين الموجودين في سوريا، وبالطبع على الإيرانيين”.
وأضاف المعلق أن “هنا ما يشبه نافورة من الإرهاب، وهنا وضع يزداد فيه عدم الاستقرار، وفي اللحظة التي يهتز فيها العراق وسوريا تهتز، هذا بالطبع سينعكس على إسرائيل”.
“يجب علينا أن نكون يقظين جداً بأن لا يحصل هذا في منطقتنا”
بدوره، علق الباحث والرئيس السابق لشعبة الأبحاث في الاستخبارات الإسرائيلية عاموس غلعاد، على الانسحاب الأميركي وسيطرة “طالبان” على أفغانستان بالقول “يجب علينا مواصلة تعزيز العلاقات مع الأنظمة العربية المستقرة التي تقاتل القوات الظلامية هذه”.
وأضاف “نحن بحاجة إلى العلاقات مع مصر، الأردن، السعودية ودول الخليج”، معتبراً أن “هذا إنجاز كبير، على الأقل العلاقات الأمنية، يجب مواصلة تعزيز هذه العلاقات حتى لو كانت هناك انتقادات لأن البديل هو فظيع”.
وتابع غلعاد أن “هناك فشل فظيع للاستخبارات الأميركية طوال طريق اتخاذ القرارات”، مشيراً إلى أن “كل خبير مبتدئ يُقدر أن أفغانستان ستسقط بيد طالبان، لكن أن تنهار بهذه السرعة يبدو أن هذا لم يدركوه في الإدارة الأميركية”.
“يجب علينا أن نكون يقظين جداً بأن لا يحصل هذا في منطقتنا”، بحسب ما قاله غلعاد.
يأتي ذلك مع تأكيد مصدر بالرئاسة الأفغانية أن الرئيس أشرف غني وافق على الاستقالة في ظل الأوضاع المتأزمة في البلاد، ومغادرته إلى طاجيكستان.
المصدر: الميادين نت


