وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يقول من أوزبكستان إن هناك حاجة لبدء محادثات بين الأفغان، ويشير إلى أن روسيا ستواصل العمل مع الأميركيين في ما يسمى صيغة الترويكا الموسعة بشأن الوضع في أفغانستان.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، خلال محادثاته مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، إن هناك حاجة لبدء محادثات بين الأفغان في أقرب وقت ممكن من أجل استقرار الوضع في البلاد.
وعقد هذا الاجتماع في عاصمة أوزبكستان طشقند، على هامش المؤتمر الدولي “آسيا الوسطى والجنوبية: الترابط الإقليمي. التحديات والفرص”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، إنه “خلال المحادثة، تم مناقشة الوضع العسكري والسياسي في أفغانستان وآفاق عملية المصالحة الوطنية بالإضافة إلى بعض قضايا العلاقات الثنائية”.
وعقب الاجتماع، قال لافروف في مؤتمر صحفي، إن “روسيا ستعمل مع الولايات المتحدة ودول المنطقة لحل الوضع في أفغانستان”.
وأضاف: “سنواصل العمل مع الأميركيين في ما يسمى صيغة الترويكا الموسعة، ومع جميع الدول الأخرى التي قد تؤثر بطريقة أو بأخرى على الوضع في أفغانستان، بما في ذلك شركاؤنا من آسيا الوسطى والهند وإيران”.
وأوضح لافروف أن “روسيا ليست مهتمة فقط بعدم حصول فوضى بأفغانستان، وليس لأننا لا نريد أن تتدفق إلى البلدان المجاورة المتحالفة معنا، ولكن أيضاً لأننا نريد الأفضل للشعب الأفغاني”.
وأعلن الوزير الروسي سيرغي أن “جهود روسيا تتركز على إطلاق حوار شامل في أفغانستان بمشاركة كافة القوى في البلاد ومنها حركة طالبان”.
ورأى لافروف أن “مهمة الناتو في أفغانستان فشلت، والجميع بما في ذلك واشنطن”.
وقال: “غادر الأميركيون، كما أكد الرئيس جو بايدن، لأنهم اعتبروا أن مهمتهم قد أنجزت. بالطبع، حاول تقديم الموقف بأكثر صبغة إيجابية ممكنة، لكن الجميع يفهم أن المهمة قد فشلت، وهذا معترف به علناً، بما في ذلك في الولايات المتحدة نفسها”.
وأكد لافروف أن “خطر الإرهاب في أفغانستان لا يزال قائماً وعزز داعش وفروع القاعدة مواقعه في البلاد، فيما بلغ إنتاج المخدرات مستوى غير مسبوق يصل إلى 90% من إجمالي عدد المخدرات على مستوى العالم”.
كما لفت الوزير الروسي إلى أن “تشكيل القوات الأمنية في أفغانستان” لا يشكّل إلا “نجاحاً افتراضياً”، موضحا أن “الإحصاءات تتحدث عن وجود 300 ألف عسكري ضمن قوات حكومة كابل ما يتجاوز بثلاثة وأربعة أضعاف عدد مسلحي طالبان، غير أن هذه الإحصاءات لا تتوافق مع الحقائق على الأرض”.
ورداً على سؤال عن إمكانية وصول “طالبان” إلى الحكم، قال الوزير الروسي: “نعمل الآن ليس من أجل تغلّب طرف واحد في أفغانستان على آخر لأن مثل هذا الحل سيكون هشاً وغير مستقر ومؤقتاً جداً”.
وقبل مؤتمره الصحافي، قال لافروف أمام الجلسة العامة لمؤتمر “آسيا الوسطى وجنوب آسيا” إن “الوضع في أفغانستان يتدهور بسرعة كبيرة”، مشيراً إلى “زيادة حالة عدم اليقين في الوضعين السياسي والعسكري فيها على خلفية الانسحاب المتسرع للقوات الأميركية”.
وتابع أنه “في ظل الظروف الحالية هناك مخاطر حقيقية لتدفق عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة، هذا السيناريو وما يحتويه من تهديدات يمثل عقبة خطيرة أمام مشاركة أفغانستان في التعاون الإقليمي”.
وأوضح أن “الآليات التي أثبتت جدواها كصيغة موسكو، ومجموعة الاتصال المشتركة “منظمة شنغهاي للتعاون-أفغانستان، وكذلك الترويكا الموسعة لروسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان، تهدف إلى المساعدة في تهيئة الظروف اللازمة للتحرك في اتجاه سلام طويل الأمد”.
وأشار إلى أنه “قد ينضم لاعبون خارجيون مؤثرون آخرون إلى عمل هذه الترويكا”، لافتاً إلى أن “روسيا تبحث مع الشركاء هذه الاحتمالية”.
وتواجه أفغانسان نزاعاً مسلحاً بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية، عقب بدء الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان، وبسطت الحركة خلال أيام قليلة سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي الأفغانية لا سيما الحدودية منها.
واقترحت حركة طالبان “وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، مقابل إطلاق سراح نحو سبعة آلاف سجين متمرد محتجزين في سجون أفغانستان”.
المصدر: الميادين نت