نتنياهو يضع عينه على جنوب سوريا: مخاوف وتحديات
في ظل الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ينظر إلى الجنوب السوري كجزء من خطة أمنية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن الإقليمي “لإسرائيل”. هذه الخطة قائمة على التصور القائل بأن سوريا، وبالأخص الجنوب السوري، تشكل جزءاً مهما من معادلة التهديدات الإيرانية ومقاومة حزب الله في المنطقة.
فقد دخلت القوات الإسرائيلية المنطقة منزوعة السلاح مع سوريا.
وبذلك يكون قد تم انتهاك اتفاقية ترسيم الحدود للعام 1974 بين البلدين. وقد ذكرت ذلك وكالات غربية مستندة إلى صور الأقمار الصناعية.

خطة نتنياهو
- المنطقة العازلة: واحد من الخيارات المطروحة هو إنشاء منطقة عازلة في جنوب سوريا تحت السيطرة أو
المراقبة الإسرائيلية، مما يسمح بمراقبة الحدود وتحييد المنطقة من أي نشاطات عسكرية تهدد إسرائيل. - التنسيق مع الدول الأخرى: لم يتردد نتنياهو في الاتصال بالدول الأخرى التي تملك مصالح في الاستقرار السوري،
مثل روسيا والولايات المتحدة، لضمان عدم تحول جنوب سوريا إلى محور تهديد.

النقد والمخاوف
- المخالفات الدولية: هناك مخاوف بين البعض من أن هذه الخطوات هي خارج القانون الدولي وسيادة
الدول، حيث تعتبر دخول القوات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية احتلال. - تفاعل الدول: تعترف روسيا بمصالح إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها تتردد في الموافقة على أي خطوات
تعتبر تدخلا في شؤون سوريا ومن جهة أخرى أشار البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الدولي حول التسوية
السورية بصيغة أستانا (روسيا، إيران، تركيا)، والذي اختتم في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، إلى أن الدول الضامنة “تدين
جميع الضربات العسكرية الإسرائيلية في سوريا”. ووصف المشاركون في الاجتماع تصرفات إسرائيل بأنها “انتهاك للقانون الدولي وسيادة سوريا ووحدة أراضيها”.
من وجهة نظر نتنياهو، فإن التركيز على جنوب سوريا ليس فقط تحديًا أمنيًا بل هو جزء من استراتيجية واسعة لتصدير
أزمته الداخلية.
ومع ذلك، تبقى هذه الخطة تنذر بتصاعد الأحداث في المنطقة. السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن لإسرائيل أن تنفذ خطتها دون تصعيد الوضع إلى حرب إقليمية جديدة؟
الخوذ البيضاء تظل عنصرا خطيرا من عناصر عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة