ردّاً على مؤتمر عقد في أربيل دعا إلى التطبيع مع “إسرائيل” بحضور شخصيات عشائرية من 6 محافظات، الرئاسة العراقية والحكومة وقوى سياسية وحزبية تستنكر انعقاد المؤتمر وتؤكد دعمها للقضية الفلسطينية.
أعلنت الرئاسة العراقية في بيان اليوم السبت رفضها محاولات التطبيع مع “إسرائيل”، وجددت موقفها الداعم للقضية الفلسطينية.
وقال بيان الرئاسة: “في الوقت الذي تؤكد فيه رئاسة الجمهورية موقف العراق الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وتنفيذ الحقوق المشروعة الكاملة للشعب الفلسطيني، فإنها تجدد رفض العراق القاطع لمسألة التطبيع مع إسرائيل”، وتدعو إلى “احترام إرادة العراقيين وقرارهم الوطني المستقل”.
وأكد البيان أن “الاجتماع الأخير الذي عُقد للترويج لهذا المفهوم، لا يمثّل أهالي وسكان المدن العراقية، بل يمثّل مواقف من شارك بها فقط، فضلاً عن كونه محاولة لتأجيج الوضع العام واستهداف السلم الأهلي”.
بدورها، أعربت الحكومة العراقية عن رفضها القاطع لــ”الاجتماعات غير القانونية، التي عقدتها بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة أربيل بإقليم كردستان”، من خلال رفع شعار التطبيع مع “إسرائيل”.
بيان الحكومة العراقية شدد على أن “طرح مفهوم التطبيع مرفوض دستورياً وقانونياً وسياسياً في الدولة العراقية، والحكومة عبرت بشكل واضح عن موقف العراق التاريخي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني”.
من جهته، اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، أن الموقف الرافض لما يسمى التطبيع لن يتغير باجتماع ثلة من المأجورين.
وقال إن “الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات قانونية صارمة لمحاسبة من تسول له نفسه المساس بثوابتنا الوطنية”.
كذلك استنكرت الخارجية العراقية ما حصل في أربيل، وقال الناطق باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، إن حق الشعب الفلسطيني لن يسقط بالتقادم، مؤكدة على الموقف الثابت والمبدئي من القضية الفلسطينية.
كذلك اعتبرت وزارة الثقافة العراقية أن انعقاد مؤتمر للتطبيع سابقة خطيرة تتعدى على الدستور ورأي الشعب العراقي.
الخزعلي: ما حدث في أربيل مخالفة لقانون العقوبات العراقي
من جهته، اعتبر الأمين العام لعصائب أهل الحق في العراق، قيس الخزعلي، أن ما حدث في أربيل مخالفة صريحة لقانون العقوبات العراقي.
وأكّد في بيان له اليوم السبت أن “المقاومة الإسلامية لن تسكت عن هذه الخيانة العظمى”.
وفي السياق نفسه، شدد الناطق باسم كتائب حزب الله العراق، جعفر الحسيني، على أن العراق لن يطبّع حتى آخر رمق مقاوم.
كذلك أكّدت حركة حقوق العراقية أنها لن تقبل بأن يمر المؤتمر الذي عقد في أربيل للترويج للتطبيع مرور الكرام، فيما أكّدت مصادر عشائرية للميادين بأنه سيكون لعشيرة الحردان موقف من البيان الذي تلاه وسام الحردان في مؤتمر التطبيع.
“دولة القانون”: التجمع يعبر عن عمالة فجّة للكيان الصهيوني لفئة لا تمثل سوى نفسها
من جهتها، أعربت كتلة دولة القانون عن رفضها وشجبها لعقد مؤتمر في أربيل “لشخصيات مغمورة أعلنت فيه دعوتها إلى التطبيع وإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب”.
واعتبرت أن “ترحيب ودعم الكيان الصهيوني ومن يمثله من دول المنطقة لمثل هكذا تجمعات يكفي لإثبات أن هؤلاء الحاضرين ما هم إلا أدوات بائسة لتنفيذ مآرب ومخططات أكبر منهم”، مشددة على أن “هذا التجمع لا يمثل العراق ولا يعبر عن إرادة العراقيين”.
“تحالف الفتح” بزعامة هادي العامري، علّق بدوره على دعوات أطلقها شخصيات عراقية من 6 محافظات إلى التطبيع مع “إسرائيل”.
وأكد “رفضه القاطع و إدانته الشديدة لمحاولات نفر ضال، المساس بثوابت الشعب العراقي في دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الكيان الصهيوني”.
الناطق باسم “العقد الوطني” قال بدوره: “ونحن في مسيرة الوفاء للحسين إلى كربلاء يفاجأنا نفرٌ ضال وزمرة مأجورة بأنفاس إسرائيلية بعد أن أفلست من خراج داعش وريعه الدموي بإسقاط العراق ومقدساته، وهي تدعو للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب متماهية مع مشروع الخذلان لبعض الحكام العرب وضربة استباقية للاستحقاق الانتخابي العراقي”.
من جهته، استنكر رئيس التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في بيان على صفحة “تويتر”، وشدد فيه: “أن على أربيل رفض مثل هذه الاجتماعيات الإرهابية الصهيونية، وإلا على الحكومة تجريم واعتقال كل المجتمعين، وإلا فسيقع على عاتقنا ما يجب فعله شرعياً ووطنياً “. وشدد السيد الصدر أن “العراق عصيّ على التطبيع”.
كذلك، استنكر عمار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية مؤتمرات وتجمعات ودعوات التطبيع مع “إسرائيل”. وقال في تغريدة له على “تويتر”: “نستنكر ونرفض المؤتمرات والتجمعات ودعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب التي تعقد داخل العراق”.
وأكد أن “القضية الفلسطينية تمثل قضية العرب والمسلمين الأولى”، مجدداً “دعمه الكامل للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونضاله لإسترداد حقه المغتصب”.
هذا، وندد بيان صادر عن “حزب للعراق متحدون”، بالتطبيع مع “إسرائيل”، وقال في بيان: “بعد تاريخ من الآلام والاعتداء والظلم، وبعد مسيرة سادتها الروح العدوانية لإسرائيل في ضرب العرب المسلمين والاستيلاء على أرضهم وسرقة منجزاتهم وتاريخهم، نفاجأ بعقد مؤتمر عقد يوم أمس تحت اسم (السلام والاسترداد) غايته الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل، وإعلان براءتها من كل الجرائم المرتكبة”.
من جانبه، دان “الحزب الإسلامي العراقي” في بيان بخصوص دعوات التطبيع مع “إسرائيل”.
تحالف “عزم” في العراق، استنكر في بيان “بعض أصوات النشاز المطالبة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني”، مشدداً أن “العراق كان ولا زال رأس حربة أمام تطلعات الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين”.
ودان “ديوان الوقف السني في العراق” بأشد العبارات جميع الخطوات الداعية إلى التطبيع مع “إسرائيل”.
المصدر: وكالات