في ظلّ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الصعبة جداً التي يعيشها لبنان وغلاء المعيشة وشحّ المواد الأساسية من دواء ووقود وانقطاع الكهرباء، كان منتخب لبنان يبدأ منافسات الدور النهائي في تصفيات مونديال 2022.
أن يتعادل منتخب لبنان أمام الخصم الإماراتي فتلك نتيجة جيدة لأسباب عدة. إذ إن هذا التعادُل كان في عقر دار الإماراتيين ليُصيب هؤلاء بالخيبة بعد أن كانوا يعوّلون على جمهورهم للفوز.
كذلك، فإن هذا التعادل يأتي في بداية الدور النهائي الصعب في تصفيات مونديال 2022 حيث تتواجد فيه أبرز منتخبات قارّة آسيا والذي استطاع منتخب لبنان أن يجد له مكاناً فيه، ليشكّل هذا التعادل بداية جيدة للمنتخب اللبناني سيمدّه بالمعنويات والثقة والحافز في المباريات المقبلة.
كما أن منتخب لبنان تعادل رغم غياب العديد من لاعبيه بسبب الإصابات وبينها بفيروس كورونا.
أيضاً، فإن أهمية هذا التعادُل أنه جاء في مرحلة جديدة لمنتخب لبنان مع مدرب جديد هو إيفان هاسيك، حيث يعلم الكلّ مدى صعوبة التجربة الجديدة خصوصاً إن كانت مباشرةً في تحدٍّ صعب كالدور النهائي في التصفيات المونديالية.
كل هذا يؤكّد على أهمية التعادل، لكن هناك ما هو أهمّ بالنسبة للمنتخب اللبناني وهو ما يرتبط بالأحوال في لبنان.
إذ إن هذه المباراة تأتي في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة جداً التي يعيشها لبنان منذ مدّة من غلاء المعيشة وافتقاد المواد الأساسية من دواء ووقود وانقطاع الكهرباء وغيرها الكثير، وهذا ما أدّى إلى أزمات لا تزال مستمرّة.
كل هذا له تأثيره على الحالة المعنوية للمنتخب اللبناني، لا بل يمكن القول أن اللاعب اللبناني من أكثر المتضرّرين بين الفئات الشعبية من الوضع الاقتصادي.
إذ إن اللاعب اللبناني لا يعيش الرفاهية كما حال اللاعبين في الكثير من البلدان، حيث إن معظم اللاعبين في لبنان يضطرون لمزاولة مهنة أخرى لتأمين حياة كريمة لهم ولعائلاتهم.
وبما أنه جزء من الشعب وما يعيشه من أزمات وصعوبات، فإن لاعب المنتخب اللبناني الذي يعيش في لبنان يضطر كغيره للمكوث لساعات طويلة تحت أشعة الشمس للتزوُّد بالوقود من المحطّات، وكذلك فإنه يواجه غلاء المعيشة وأزمة انقطاع الكهرباء عن منزله.
في هذه الأجواء كان المنتخب اللبناني يلعب مباراته ويخوض غمار التصفيات الصعبة، ومن هنا تأتي نتيجته الأولى جيدة.
المفارَقة أمس أن المنتخب اللبناني كان يلعب مساءً في توقيت يكون فيه تقنين الكهرباء في المناطق اللبنانية سواء من شركة الكهرباء التابعة للدولة أو من مالكي المولّدات الخاصة المنتشرة في الأحياء، وهذا ما دفع اللبنانيين للتساؤل قبل المباراة: هل سنتمكّن من متابعة مباراة منتخبنا؟
هكذا، فإن مَن حظي أمس من اللبنانيين بالكهرباء في منزله تمكّن مِن متابعة المباراة، لكن المهمّ أن منتخب لبنان كان بنتيجته ينير أمس منازل اللبنانيين.
المصدر الميادين نت