يبدو أن المليارديرات يشتركون في شغف دائم بالسفر إلى الفضاء ويطمحون إلى بيع العملاء بضع دقائق رائعة من انعدام الوزن، على ارتفاع عال فوق الأرض.
فقد أمضى بيزوس برفقة شقيقه، مارك بيزوس، ووالي فونك، إحدى رائدات الفضاء، البالغة من العمر 82 عاما، وطالب يبلغ من العمر 18 عاما، بضع دقائق على ارتفاع 107 كم، في حافة الفضاء.
كما وصل الملياردير البريطاني السير ريتشارد برانسون إلى حافة الفضاء على متن مركبة تابعة لشركة “فيرجن غالاكتيك”، في وقت سابق من هذا الشهر، برفقة الطيارين ديف ماكاي ومايكل ماسوتشي، وثلاثة موظفين آخرين هم: بيث موزيس ووكولن بينيت وسيريشا باندلا.
ورغم أن هذه الرحلات وصلت إلى حافة الفضاء فقط، إلا أن هذه التسمية أثارت جدلا بين رجال الأعمال بشأن نقطة أساسية للغاية، وهي: من أين يبدأ الفضاء؟.
ويشار إلى أن هذا الانقسام لم ينشأ مع بيزوس وبرانسون فقط، بل إن المسألة موضوع جدل واسع بين مختلف فئات سكان الأرض. إذن، أين يقع الحد الفاصل بين كوكبنا والفضاء؟.
من أين يبدأ الفضاء – ما هو خط كارمان؟
تدعي شركة “بلو أورجين” أن ما يسمى “خط كارمان”، على بعد 100 كيلومتر فوق الأرض، هو بداية الفضاء “المعترف بها دوليا”.
ووصلت مركبة “فيرجين غالاكتيك” إلى ما يقارب 86 كيلومترا، أي على مسافة 14 كيلومترا تقريبا من هذا الحد.
وتمت تسمية هذا الخط تيمنا بالمهندس والفيزيائي ثيودور فون كارمان، والذي كان أول من حدد أنه على ارتفاع 100 كم يصبح الغلاف الجوي رقيقا جدا، ثم وقع إنشاء خط 100 كيلومتر في الستينيات من قبل منظمة تسمى Fédération Aéronautique Internationale.
ويصبح الغلاف الجوي للأرض أرق بشكل تدريجي كلما وصلت إلى ارتفاع أعلى. ويساعد الهواء في حمل الطائرة أثناء تحليقها عبر الأجواء في ظاهرة تُعرف باسم “الرفع الديناميكي الهوائي”. وكلما أصبح الهواء أرق، تتحرك المركبة بشكل أسرع لتوليد قوة رفع كافية للبقاء في السماء.
واعتقد كارمان أنه عند نقطة معينة، سيصبح الهواء رقيقا لدرجة أنه سيتوقف عن المساهمة في الرفع. واقترح أن هذا سيحدث عند الحدود المادية للفضاء.
تحديد المجال الجوي
كان يعتقد أن تحديد هذه النقطة يمكن أن يساعد الحكومات في اتخاذ قرار بشأن حدود المجال الجوي.
ومع ذلك، فإن خط كارمان البالغ طوله 100 كيلومتر، عشوائي، ولا يوجد تعريف دولي قانوني لحدود الفضاء.
وفي الواقع، اقترح كارمان نفسه أن الخط يجب أن يكون عند 84 كم.
وفي السنوات الأخيرة، جادل علماء الفلك، مثل جوناثان ماكدويل من جامعة هارفارد، لصالح هذا الحد الأدنى، مستشهدين بحقيقة أن الأجسام يمكن أن تبقى في المدار دون أن تتفكك حتى لو انخفضت إلى ارتفاعات تتراوح بين 80 و90 كيلومترا.
ماذا يقول جيف بيزوس وريتشارد برانسون؟
كتبت “بلو أوريجن” في تغريدة: “منذ البداية، تم تصميم صاروخ نيو شيبرد للطيران فوق خط كارمان .. بالنسبة لـ 96% من سكان العالم، يبدأ الفضاء بارتفاع 100 كم عند خط كارمان المعترف به دوليا. ويعترف 4% فقط من العالم بحد أدنى يبلغ 80 كم أو 50 ميلا كبداية للفضاء. ويطير صاروخ نيو شيبرد الجديد فوق كلا الحدين. هذه إحدى الفوائد العديدة للسفر مع بلو أوريجن”.
وفي الوقت نفسه، أشار برانسون إلى أن تجربة أولئك الذين كانوا على متن ” بلو أوريجن” و”فيرجن غالاكتيك”، متطابقة تقريبا.
وخلال مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة (NPR)، أشار برانسون إلى أن ناسا تعيد تسجيل حدود الخمسين ميلا باعتبارها بداية الفضاء.
وتعتبر وكالة ناسا وإدارة الطيران الفدرالية والقوات الجوية الأمريكية أي شخص رائد فضاء طالما أنه سافر إلى ارتفاع لا يقل عن 50 ميلا (80 كم).
المصدر: ميترو