كتب فلاديمير موخين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول ما يقال عن محادثات بين موسكو ودمشق لاستئجار مطار القامشلي ودوره في تعزيز الوجود الروسي في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط عموما.
وجاء في المقال: أفادت وسائل الإعلام باحتمال قيام روسيا باستئجار مطار القامشلي السوري الذي يقع على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع تركيا، لمدة 49 عاما. وقيل إن موسكو تجري محادثات مع دمشق بهذا الشأن.
وفي أوساط الخبراء وعدد من وسائل الإعلام، لا يستبعدون إمكانية أن تستأجر روسيا قاعدة عسكرية أخرى في شمال سوريا تلبية لمصالحها في المنطقة. فوفقا لمعلومات بوابة uawire.org، “يتوقع أن تنشر روسيا مركزا لإدارة الصواريخ خاصا بها هناك لمواجهة هجمات أمريكية محتملة.” ويرى المعلّق العسكري في Veterans today، جيم دبليو دين، أن “رادار إس-400 في مطار القامشلي سيرى منطقة بعيدة إلى الشرق وسيتمكن من تعقب النشاط الجوي الأمريكي في العراق”. في رأيه، فإن استئجار روسيا طويل الأمد لقاعدة أخرى في سوريا يتحدث عن “مصالحها الجيوسياسية المستقبلية في الشرق الأوسط”.
إلى ذلك، فحتى في أشد سنوات المواجهة مع داعش، كانت المدينة تحت سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد. وبالتالي، فإن الوجود العسكري الروسي الدائم في القامشلي والسيطرة على المطار فيها، سيساعد، أولا، نظام الأسد، بدعم روسي، في السيطرة على المنطقة والتسوية بين قيادة الأكراد ودمشق؛ وثانيا، لن تسمح موسكو، بعد تعزيز وجودها في المدينة، للأمريكيين أو الأتراك بالدخول إليها.
وهناك جانب ثالث، يتمثل بقلق شديد في الغرب. وفي الصدد، قال خبير في الدفاع الصاروخي الروسي، طالبا عدم الكشف عن اسمه، لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”، إن الولايات المتحدة، بمغادرتها حدود سوريا الشمالية، تغمض عينيها عن المناطق الاستراتيجية التي باتت تسيطر عليها روسيا. لكن “روسيا لا تحتاج إلى نشر أنظمة إنذار رادار أرضية من هجوم صاروخي بالقرب من الحدود مع تركيا في القامشلي. فهذه اختراعات الصحفيين ووكالات الاستخبارات الغربية”. ولكنه، أضاف: “على الرغم من أن منظومة إس-400 الصاروخية يمكن أن تكون مناسبة تماما هناك لضمان الأمن الجوي في شمال شرق البلاد. فهي تسيطر على السماء فوق سوريا وتركيا والعراق”.
RT