تستمر كوريا الشمالية في الإصرار على أنها خالية تماما من فيروس كورونا في الوقت الذي يتزايد فيه أعداد الإصابات بالفيروس عالميا لتتجاوز حاجز المليون و599 ألف حالة.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن كوريا الشمالية، واحدة من الدول القلائل التي لم تسجل حالات إصابة بمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا.
خالية “تماما”..
الموقف الرسمي لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية هو أن البلاد خالية تماما من العدوى، إذ قال إدوين سلفادور، ممثل منظمة الصحة في كوريا الشمالية الثلاثاء الماضي: “حتى الثاني من أبريل، أجريت فحوص كوفيد-19 على 709 أشخاص، ولا تقارير تفيد وجود إصابات بالفيروس”.
ويتشكك المراقبون -بطبيعة الحال- من هذه النتائج، لا سيما بالنظر إلى تأكيد أكثر من 10 ألاف إصابة و200 حالة وفاة بسبب الفيروس، في كوريا الجنوبية المجاورة.
بينما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في الصين -التي تشترك معها في حدود تمتد لأكثر من 1400 كيلومتر- أكثر من 82 ألف إصابة، وعدد الوفيات تجاوز 3300 وفاة.
إجراءات استباقية
بدأ نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في الرد على التهديد غير المرئي في نهاية يناير/كانون الثاني – قبل وقت طويل من قيام أوروبا بذلك.
وكانت صحيفة رودونج شيمون الحكومية قد وصفت، في وقت سابق، مكافحة الفيروس بأنه “بقاء وطني”. واتخذت كوريا الشمالية بعض الإجراءات الأكثر قسوة منذ الإبلاغ عن الفيروس لأول مرة في يناير.
إذ توقفت الحياة العامة في كوريا الشمالية إلى حد كبير، حيث كانت من بين الدول الأولى التي أغلقت حدودها في فبراير/شباط، وعلقت الحركة الجوية والسكك الحديدية، وأغلقت المدارس والجامعات.
وقد فُرض الحجر الصحي على جميع الدبلوماسيين الأجانب في بيونغ يانغ لمدة 30 يوما، حيث لم يسمح لهم سوى بالانتقال إلى مدى محدود جدًا.
وبالمقارنة مع تعاملها مع السارس في عام 2003 والإيبولا في عام 2014، من الواضح أن القيادة في كوريا الشمالية أصبحت الآن أكثر حزما بكثير- وربما مثل هذه التجارب السابقة ساعدت في ذلك.
لكن المسؤولون في كوريا الشمالية بدأوا في طلب المساعدات الإنسانية، والتي كان على بيونغ يانغ أن تتخطى مجموعة من العقوبات المفروضة، لتستفيد منها.
واضطرت منظمات الإغاثة إلى تأمين إعفاءات طارئة من الأمم المتحدة للسماح بوصول شحنات محددة من المساعدات في الأسابيع الأخيرة.
كيم يتحدى “كورونا”
على الرغم من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الدولة لمنع تفشي فيروس كورونا، أجرت بيونغ يانغ بعض التدريبات على صواريخ باليستية قصيرة المدى.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الشعب الأعلى اجتماعه السنوي الجمعة، الأمر الذي يقول عنه مراقبون دوليون إنه مؤشر على ثقة حكومة كيم في أن بوسعها جمع مئات من قادة البلاد في مكان واحد على الرغم من الوباء.
وأفادت وسائل إعلام رسمية الجمعة، 10 أبريل/نيسان أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أشرف على تدريب عسكري آخر قبل اجتماع للبرلمان الصوري سيمضي قدما رغم جائحة فيروس كورونا.
وشمل التدريب المحدود وحدات المشاة التي أطلقت قذائف المورتر على أهداف لها، وهو الأحدث في تدريبات للجيش الكوري الشمالية تجرى منذ شهر.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية في تقرير إن التدريبات أجريت “لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد”، لافتة إلى أن: “روح الحماسة العالية تسود جميع الوحدات الفرعية ورجال المدفعية وهم يشاركون في تدريب إطلاق النار بتوجيه مباشر من الزعيم الأعلى”.
أمريكا تشكك..
في 13 مارس، قال الجنرال روبرت أبرامز، قائد القوات المسلحة الأمريكية في كوريا الجنوبية، إن الجيش الأمريكي “متأكد إلى حد ما” من وجود حالات “كوفيد 19” في كوريا الشمالية.
في أوائل مارس، ذكرت صحيفة “ديلي إن كيه” الكورية الجنوبية أن ما يصل إلى 200 جندي كوري شمالي توفوا نتيجة الإصابة بالفيروس بينما فُرض الحجر الصحي على 4 آلاف آخرين.
وبينما قد يتم التحكم في عمليات الإبلاغ عن الفيروس في كوريا الشمالية، لا يمكن وقف انتشار المعلومات حول الوباء العالمي في البلاد، إذ لا توجد مناقشات عامة محددة تدور حول ما إذا كان هناك تفشي للفيروس في كوريا الشمالية.
لكن صحيفة رودونج شيمون، الصحيفة الرسمية للجنة المركزية لحزب العمال الكوري، أفادت في تقرير عن استعداد البلاد للتعامل مع “كوفيد 19”.
ولا يعتبر تعامل كوريا الشمالية تجاه الفيروس مفاجئًا، نظرًا لتاريخ البلاد الطويل من الانعزالية، ومع ذلك، لم تشر قيادة الدولة إلى أنه لن يكون لديها أي حالات، ولكنها تركز بدلاً من ذلك على استعدادها والإجراءات الاستباقية التي يتم اتخاذها.
وتخطت حصيلة وفيات كورونا حول العالم، مساء الخميس، 95 ألف شخص، فيما بلغ عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس أكثر من مليون و599 ألف حالة، بحسب منصة “ورلدو ميتر” المتخصصة في متابعة الإحصائيات العالمية.