تتواتر الأنباء والمعلومات الواردة من جبهات الشمال السوري وصولاً إلى ريف اللاذقية حول تلقي الجبهات القريبة من سهل الغاب وجبل الزاوية المزيد من التعزيزات التي تستقدمها الجماعات المسلحة في ظل حشود مماثلة وتكثيف التواجد العسكري التركي، خاصة في محيط سراقب.
ففي تلك المنطقة الحساسة والخاضعة للتهدئة تبدو الحلول السياسية مغلقة حتى الآن لفتح طريق (M4) على عكس الضفة الأخرى من الاتفاق عند الشرق السوري عقب فتح الطريق الواصل بين حلب شمالا والقامشلي شرقا بعد أن أعلنت القوات الروسية تأمين الطريق للحركة التجارية والمدنية.
وكشفت مصادر عسكرية عاملة في القطاع القريب من جبل الزاوية لمراسل “سبوتنيك” أن الجيش السوري استخدم في الساعات الماضية الطائرات الحربية المقاتلة من طراز “ميغ 29” المحدثة لأول مرة منذ تسلمها، وقد تم زجها لتدمير أهداف دقيقة للمجموعات الآسيوية المسلحة الناشطة على امتداد الطريق الدولي حلب اللاذقية، وتحديداً المسلحين الصينيين في مدينة جسر الشغور وسهل الغاب.
وقال المصدر إن الغارات التي نفذتها الطائرات الجديدة تتسم بالدقة العالية، وتأتي رداً على الخروقات المتكررة والهجمات المتتالية للمجموعات المسلحة على مواقع الجيش ومنشآت حيوية في المنطقة، مشيرا إلى أن “ميغ 29” هي طائرات تتعامل مع الأهداف وفق أنظمة حديثة تسلم عدد منها الجيش السوري مؤخراً عبر قاعدة حميميم الروسية وهي باتت اليوم عنصر قوة إضافي ومطلوب في المهام القتالية القادمة كون ريفي اللاذقية وإدلب هما الأكثر تعقيداً جغرافيا، ويحتاجان لهكذا نوع متطور من الطائرات نتيجة صعوبة الحسم البري جراء تحصن المسلحين في المغاور والأنفاق الجبلية والصخرية المنتشرة بكثرة في تلك المناطق.
وأضاف المصدر: أن تطورات ميدانية شهدتها المنطقة خلال الأيام السابقة وهي تذهب نحو خيار التصعيد بعد سلسلة خروقات تضمنت نصب كمائن للقوات السورية وتجاوزات برية قامت بها الفصاىل المسلحة في قرى سهل الغاب، إضافة للرمايات الصاروخية المتتالية على نقاط للجيش السوري في ريف اللاذقية الشمال الشرقي انطلاقا من معاقل المسلحين الصينيين والألبان في منطقة (بداما) بريف إدلب الجنوبي المتاخم لريف اللاذقية، إلى جانب محاولة تقدم أفشلها الجيش السوري على جبل (رويسة الملك)، وإضافة إلى هذا وذاك نقض الاتفاق القاضي بفتح طريق (حلب- اللاذقية) ومحاولة استهداف الدوريات الروسية وعرقلة مسيرها على المقطع الجنوبي من (M4) الواصل بين بلدة ترنبة غرب سراقب، وحتى نقطة النهاية في (عين الحور) والبالغ قرابة 100 كم.
وبين المصدر أن قرار المعركة لم يصدر بعد ولكن الحزم بات ضرورة للتعامل مع المستجدات، مؤكدا أن الجبهات لن تكون منفصلة عن بعضها البعض في حال توقفت الحلول السياسية، وهي ستطال مثلث حيوي يربط ريف إدلب بريفي اللاذقية وحماة، وهذا ما يجعل الخيارات مفتوحة والخطط مرنة، كما يعزز مقدرة الجيش السوري على فتح ثلاث جبهات في وقت واحد مع الاحتفاظ بالمواقع المرتفعة في ريف اللاذقية والتي تحكم النيران على مناطق هامة.
يشكل المسلحون الآسيويون العمود الفقري لعديد القوات العاملة في مثلث تلاقي الحدود الإدارية لمحافظات إدلب وحماة واللاذقية شمال غربي سوريا، وهي تتمتع بدعم استثنائي كبير من تركيا تبعا لأسباب قومية.