أظهر تحليل جديد لشجرة عائلة ليوناردو دافنشي – فنان عصر النهضة العظيم – أن لديه 14 من الأقارب الذكور الأحياء.
ويمكن لشجرة العائلة الجديدة أن تساعد الباحثين يوما ما في تحديد ما إذا كانت العظام المدفونة في كنيسة فرنسية تنتمي إلى العبقري الإيطالي.
وأمضى المؤرخان أليساندرو فيزوسي وأغنيس ساباتو، أكثر من عقد من الزمان في تتبع نسب رسام “الموناليزا” الشهير. ويقول الباحثون إن خريطتهم تمتد عبر 690 عاما و21 جيلا وخمسة فروع عائلية، وستكون حيوية في مساعدة علماء الأنثروبولوجيا على سلسلة الحمض النووي لدافنشي، من خلال تسلسل الحمض النووي لأحفاده.
وبالإضافة إلى تحديد هوية بقاياه المحتملة، فإن تسلسل الحمض النووي للفنان يمكن أن يمنح العلماء أيضا فهما أفضل لـ “مواهبه غير العادية – ولا سيما حدة البصر، من خلال الارتباطات الجينية”، كما يزعم ممثلو مشروع “الحمض النووي لليوناردو دافنشي”، وهي مبادرة تهدف إلى استخدام المعلومات الجينية لإنشاء صور ثلاثية الأبعاد لدافنشي من خلال عملية تسمى النمط الظاهري للحمض النووي.
وملأ دافنشي عشرات الدفاتر السرية بالاختراعات الخيالية والملاحظات التشريحية. ولمرافقة الرسومات الشهيرة مثل “Virtruvian Man”، كان يكتب رسائل مشفرة في اختصاراته الخاصة، تنعكس من الخلف إلى الأمام لإخفاء دراساته عن أعين المتطفلين. وإلى جانب الرسومات التفصيلية للتشريح البشري، المأخوذة من ملاحظات الجثث التي شرّحت، تحتوي دفاتر ملاحظاته على تصميمات للدراجات والمروحيات والدبابات والطائرات.
وفي دراسة جديدة، استخدم فيزوسي وساباتو وثائق تاريخية من المحفوظات إلى جانب حسابات مباشرة من الأحفاد الباقين على قيد الحياة، لتتبع الفروع الخمسة لشجرة عائلة دافنشي. ووفقا للمؤرخين، كان ليوناردو جزءا من الجيل السادس من دافنشي.
ويعد البحث عن تاريخ عائلة دافنشي أمرا صعبا لأنه لا يمكن تتبع سوى أحد والديه بشكل صحيح. وولد ليوناردو دافنشي خارج إطار الزواج في بلدة أنشيانو في توسكانا، وهو ابن المحامي الفلورنسي سير بييرو دا فينشي، وامرأة فلاحية تدعى كاترينا. وتشير الأبحاث التي أجراها مارتن كيمب، مؤرخ الفن في جامعة أكسفورد، إلى أن كاترينا كانت تبلغ من العمر 15 عاما وقت ولادة دافنشي، وفقا لما ذكرته “لايف ساينس” سابقا. وفي سن الخامسة، نُقل الشاب دافنشي إلى منزل عائلته في مدينة فينشي للعيش مع أجداده.
وعندما توفي دافنشي في 2 مايو 1519، عن عمر يناهز 67 عاما، لم يكن لديه أطفال معروفين، وفقدت رفاته، ما يعني عدم وجود حمض نووي موثوق لتحليله. ونتيجة لذلك، يكتنف الغموض أجزاء من أسلافه.
وسُجّل دفن ليوناردو الأصلي في كنيسة سانت فلورنتين في شاتو دامبواز، وهو منزل مانور في وادي لوار بفرنسا. وتُركت الكنيسة في حالة خراب بعد الثورة الفرنسية ثم هُدمت لاحقا. وتزعم الروايات المعاصرة أن هيكلا عظميا كاملا استُخرج من الموقع ونقل إلى كنيسة Saint-Hubert القريبة، ولاندري في الواقع إذا كانت عظام ليوناردو أم لا لذلك يبقى اللغز غامضا.
وكشفت شجرة العائلة الجديدة، التي بدأت في عام 1331 مع بطريرك العائلة ميشيل، عن 14 من الأقارب الأحياء لديهم مجموعة متنوعة من المهن، بما في ذلك عمال المكاتب وطاهي المعجنات والحدادة والتنجيد وبائع الخزف وفنان.
وسيحدد الباحثون ما إذا كانت البقايا البشرية من كنيسة وادي لوار تنتمي إلى دافنشي من خلال مقارنة كروموسوم Y في تلك العظام بالكروموسوم Y الذي ينتمي إلى أقارب دافنشي الذكور. ووفقا للباحثين، فإن كروموسوم Y ينتقل من الأب إلى الابن ويبقى تقريبا دون تغيير لمدة تصل إلى 25 جيلا.
ونشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في 4 يوليو في مجلة Human Evolution.
المصدر: لايف ساينس