تنطلق في عاصمة كازاخستان نور سلطان، اليوم الأربعاء، جولة جديدة من المفاوضات حول التسوية السورية بصيغة “محادثات أستانا”، التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران.
وستخصص المشاورات، التي تستمر يومين، لبحث الأوضاع الميدانية في سوريا، وتبادل الأسرى، وآفاق استئناف عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف.
ومن المتوقع أن يشارك في المحادثات وفود من الحكومة السورية والمعارضة، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسن.
وجرت آخر جولة من المفاوضات السورية بصيغة “محادثات أستانا”، في منتصف شباط/فبراير الماضي، في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود.
وكان من المقرر أن تستضيف العاصمة الكازاخية هذه الجولة من المباحثات حول سوريا، في أيار/مايو الماضي، إلا أنه تم إرجاؤها بسبب جائحة كورونا.
اللجنة الدستورية وإدلب
وبحسب وزارة خارجية جمهورية كازاخستان، فإن أجندة المباحثات المقبلة حول التسوية السورية، تشمل قضايا الوضع الاجتماعي والاقتصادي والصحي والوبائي في سوريا.
وتشمل كذلك، المساعدات الإنسانية الدولية لسوريا، وآفاق استئناف عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف، وإجراءات بناء الثقة؛ بما في ذلك تبادل الأسرى وإطلاق سراح الرهائن والبحث عن المفقودين.
وقال مصدر في المعارضة السورية لـ “سبوتنيك”، إن الجولة ستناقش انسحاب قوات الجيش التركيوالفصائل المسلحة الموالية لأنقرة، من بعض مناطق إدلب الغربية وريف الساحل السوري.
وتشهد محافظة إدلب، والتي انتهت فيها الدوريات الروسية – التركية المشتركة، منذ ستة أشهر، انتهاكات لوقف إطلاق النار باستمرار.
وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال الاتفاقات بين روسيا وتركيا بشأن إدلب، الموقعة في 5 آذار/مارس 2020، غير منفذة بشكل كامل.
وبينما أكملت أنقرة انسحاب جميع نقاط التفتيش التابعة لها من المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة السورية؛ فإنه في الناحية الأخرى، في منطقة خفض التصعيد في إدلب، لم يتم ترسيم الحدود بين الجماعات الإرهابية والمعارضة المعتدلة، وهو ما تعهدت تركيا بتنفيذه وفقًا للاتفاقيات.
كما لم يتم ضمان العبور الآمن على طول الطريق السريع “أم 4”، الذي يمر عبر إدلب، ويربط مدينتي اللاذقية وحلب.
مشاكل قديمة وآمال جديدة
وتبقى مسألة أخرى متعثرة، تتمثل في عقد الاجتماع المقبل في جنيف لهيئة تحرير اللجنة الدستورية السورية، التي تعمل على وضع القانون الأساسي للبلاد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق، اجتماع نور سلطان، سيخصص إلى حد كبير، للتحضير لاجتماع اللجنة الدستورية في جنيف.
من جهته عبر ممثل المعارضة السورية في المحادثات أيمن العاصمي، عن تفاؤله؛ قائلا: “الجولة الجديدة يجب أن تكون مختلفة عن سابقاتها، ويمكن أن تعطي نتائج جيدة”.
ووفقا للعاصمي، تساهم روسيا في إنجاح هذا المسار، إذ لم يطرأ أي تغيير على الملف السوري منذ فترة طويلة.
وأضاف: “والآن يمكن للأجواء الدولية أن تساهم في إنجاح المسار. خاصة أن لقاء الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في 16 حزيران/يونيو في جنيف يعطي قوة دفع في هذا الاتجاه”.
وقد ساعد التبادل الأخير للأسرى، بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة، في خلق أجواء ملائمة قبل المفاوضات في كازاخستان؛ وجرت عملية التبادل شمالي البلاد، في إطار “صيغة أستانا”.
وخفت حدة النزاع المسلح في سوريا، الذي بدأ عام 2011؛ وذلك بعد القضاء على تنظيم “داعش” (المحظور في روسيا)، واستعادة الحكومة السورية معظم المناطق التي سيطرت عليها المعارضة.
وكانت روسيا وتركيا وإيران أطلقت، في 2017، “محادثات أستانا“، بين الحكومة السورية والمعارضة؛ كما تتوسط الأمم المتحدة في محادثات اللجنة الدستورية السورية في جنيف.
المصدر: سبوتنيك