كتبت صحيفة “الشروق” الجزائرية عن ظاهرة لجوء بعض الطلاب إلى أصحاب مقاهي الإنترنت لكتابة مذكراتهم الجامعية وبحوثهم كاملة، بل ويدفعون بهم إلى التواصل مع أساتذتهم للمشورة.
وفي تعريفها لأصحاب هذه الظاهرة السلبية الخطيرة، قالت الصحيفة إنهم “بعض الطلبة الجامعيين الذين انساقوا وراء ظاهرة تخصّص بعض أصحاب مقاهي الإنترنت في كتابة وإعداد ومراجعة مذكرات بحوث الطلبة، مقابل المال، في ظاهرة مؤسفة وخطيرة على منظومتنا الجامعية، تعكس مدى (انحطاط) مستوى بعض إطارات الغد، الباحثين عن نقاط سهلة ونجاح وهمي”.
وأشار هذا التقرير إلى أن أساتذة ونقابات التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر، طالما حذروا “من ظاهرة استعانة طلبة بأشخاص غرباء لإعداد مذكراتهم وبحوثهم الجامعية، والمؤسف أن هؤلاء الطلبة وهم قلة، يفرحون بالنقطة والتقييم المحصل عليه أثناء مناقشة مذكرتهم.. رغم عدم بذلهم أدنى مجهود يُذكر لأعدادها وحتى مراجعتها، وكان الأجدر أن تذهب النقطة لصاحب مقهى الإنترنت !!.
وبشأن التخصصات التي تدور في فلك هذه الظاهرة، ذكرت الصحيفة أنها رصدت “في التخصصات الجامعية الأدبية بالتحديد، لأن التخصصات العلمية صعبة، ولا يفقهها إلا طالبها”.
وكشفت صحيفة “الشروق” أن طلبة تحدثوا إليها في الموضوع، أقروا “بوجود هذه الظاهرة، التي تفاقمت لدرجة بات أصحاب مقاهي الإنترنت وبطالون جامعيون أو حتى موظفون يتجرؤون ويكتبون إعلانات بمحلاتهم، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، يعرضون خدمة إعداد المذكرات والبحوث، مقابل مبلغ مالي”.
وفي هذا السياق، أكد الباحث في الدراسات الاستراتيجية، نبيل كحلوش للصحيفة أن ظاهرة إعداد وبيع البحوث العلمية تدخل في سياق “رأسمالية العلم”، أي جعل البحث مجرد سلعة، و”محتواها مجرد كلام فارغ ومصطلحات مفخمة، يتم تداولها وقبض ثمنها”.
وأرجع الباحث أسباب الظاهرة إلى “كسل وتسيب بعض الطلاب، وقلة وعي التاجر لكونه أصلا تاجرا وليس باحثا”.
المصدر: الشروق