أجرى علماء الآثار في معهد التاريخ والثقافة المادية التابع لأكاديمية العلوم الروسية مسحا كاملا لإحدى أقدم الكنائس المسيحية المبكرة ، وهي كنيسة القديسة هيلانة في حلب.
والتي تضررت أثناء تحرير المدينة من الإرهابيين. وأفادت وكالة “تاس” الروسية الجمعة 29 أكتوبر بأن علماء الآثار الروس من بطرسبورغ سيقومون بناء على الصور الفوتوغرافية والفيديوهات والوصف العلمي بإعداد نموذج ثلاثي الأبعاد للكنيسة، سيساعد مستقبلا في إجراء عملية ترميمه.
“وقال ناطق باسم المعهد:” إن إحدى النتائج المهمة لعمل البعثة هي الانتهاء من جمع البيانات حول كنيسة القديسة هيلانة في حلب، وهي واحدة من أقدم الكنائس المسيحية في سوريا حيث يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي.
وأسفرت العمليات الحربية الدائرة في حلب عن سقوط قنبلة على الكنيسة، بصفتها أثرا دينيا وتاريخيا للعصر الروماني، ولا تزال الكنيسة في حالة خطيرة. إلا أن بعض عناصرها، بما فيها بعض مكوناتها الخشبية التي يقدّر عمرها بـ1500 عام نجت من الدمار.
وعند فحص تلك الكنيسة التي أصبحت في وقت لاحق جزءا من المدرسة الحلوية، سجل العلماء موقع كل عنصر معماري وكل عمود وكل حجر، كما سجلوا حالة قبتها.
وستشكل كل تلك البيانات أساسا لإعداد نموذج ثلاثي الأبعاد لن يسمح برؤية الوضع الحالي للكنيسة القديمة التي بناها المسيحيون الأوائل، فحسب بل وإدراك ما كان عليه في البداية”.
وقامت البعثة الأثرية الروسية السورية، التي تعمل منذ مطلع عام 2021 بجمع معلومات لإعداد النماذج ثلاثية الأبعاد للعديد من الآثار المسيحية المبكرة في مختلف محافظات سوريا. وفي إطار المشروع، قام علماء الآثار الروس والسوريون بفحص كنائس القرنين الخامس والسادس الميلادييْن في قرية دير الصليب في سوريا بمحافظة حماة وكنيسة قصر بن فردان المعروفة أيضا باسم معبد العناصر الأربعة.
وأوضح الناطق باسم المعهد أن “الكنائس الثلاث كلها لها آثار مميزة للحرب، وستتوقف سلامتها اللاحقة وإمكانية ترميمها المحتمل على تسجيل الضرر الذي تلقته، إلى جانب إعداد مشاريع للحفاظ على الآثار الدينية والتاريخية”.
ويقضي المشروع كذلك بفحص 10 كنائس قديمة في سوريا مع تصويرها وإعداد نماذج ثلاثية الأبعاد لها.
المصدر: تاس