الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتعهد بتقديم “مساعدات جديدة” للبنان، ويقول إن “القادة في لبنان يراهنون على استراتيجية المماطلة”.
كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، عن “إمكانية اتخاذ إجراءات ضد سياسيين لبنانيين يلعبون دوراً سلبياً في البلاد” وفق تعبيره، مؤكداً أنه “لن يتم منح أموالاً للنظام اللبناني”.
وقال ماكرون في كلمة خلال مؤتمر “المانحين للبنان”، والذي تستضيفه فرنسا اليوم الأربعاء، إنه “قد يتم اتخاذ إجراءات ضد سياسيين لبنانيين يلعبون دوراً سلبياً في البلاد”، مضيفاً أنه “لن نصرف شيكاً على بياض للنظام اللبناني”.
وأردف ماكرون أن “على المسؤولين اللبنانيين أن يكونوا شفافين تجاه الدول التي تساعد البلاد”، متعهداً بـ”تقديم مساعدات طارئة جديدة للبنان بقيمة 100 مليون يورو، ما يعادل 118.54 مليون دولار، فضلاً عن 500 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا”.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن بلاده تتعاطف مع الشعب اللبناني في “هذه الأوقات العصيبة التي تعصف به، بيد أنّها حازمة”، مضيفاً: “تحملنا مسؤولياتنا مع المجتمع الدولي، فآن الأوان للقادة اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولياتهم، إذ يجب أن تغلب مصلحة اللبنانيين في المقام الأول”.
وتابع: “بعد مرور عام على انفجار مرفأ بيروت ودخول لبنان في أزمة اقتصادية كبيرة، لم يقم السياسيون بعد بتشكيل حكومة قادرة على إعادة بناء البلاد، على الرغم من الضغوط الفرنسية والدولية”، مضيفاً: “يبدو أن القادة اللبنانيين يراهنون على استراتيجية المماطلة، وهو ما يؤسفني وأعتقد أنه فشل تاريخي وأخلاقي”.
وزار ماكرون بيروت مرتين منذ انفجار المرفأ، ورفع مساعدات الطوارئ وفرض حظر سفر على بعض كبار المسؤولين اللبنانيين. كما أقنع الاتحاد الأوروبي بالموافقة على “إطار عقوبات جاهز للاستخدام”.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيشارك في المؤتمر الذي تستضيفه الأمم المتحدة، إلى جانب نحو 40 من قادة العالم الآخرين، مشيراً إلى أن المساعدات الجديدة ستكون غير مشروطة، لكن حوالي 11 مليار دولار تم جمعها في 2018 لا تزال مغلقة ومشروطة بسلسلة من الإصلاحات.
وجمع مؤتمر المانحين للبنان، ممثلين عبر الإنترنت عن المؤسسات الدولية ورؤساء الدول، في بورم ليس ميموزا، جنوبي فرنسا.
بالتزامن، نشرت وزارة الخارجية الفرنسية مقطع فيديو بمناسبة حلول الذكرى السنوية الأولى لانفجار بيروت، اليوم الأربعاء، الذي وقع في الـ4 من آب/أغسطس من العام 2020، وتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وكتبت وزارة الخارجية على صفحتها الرسمية على موقع “تويتر”، أنه “بعد عام من وقوع انفجار بيروت تتذكر فرنسا ضحايا الانفجار وتكن لهم كل التقدير”، مشيرةً إلى أن “فرنسا تفعل ما في وسعها للوقوف إلى جانب لبنان وإلى جانب شركائهم الدوليين، على إثر الكارثة التي تعرضت لها البلاد”.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية، في بيان منذ يومين، أن الأمم المتحدة حدّدت حاجات لبنان خلال مؤتمر الدعم الدولي الذي تنظمه فرنسا والأمم المتحدة اليوم، دعماً للبنان بـ350 مليون دولار.
وقال المكتب الإعلامي للرئاسة، إنه “مع تدهور الوضع (..)، تقدّر الأمم المتحدة، بأكثر من 350 مليون دولار، الحاجات الجديدة التي يتعين الاستجابة لها”، بينما يغرق لبنان في انهيار اقتصادي غير مسبوق، صنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.
المصدر: وكالات