أحزاب اليسار في فرنسا تكافح من أجل تمويل حملاتها الانتخابية، وهي تواجه صعوباتٍ في ذلك بسبب تردد البنوك في منحها قروضاً تمويلية لأن استطلاعات الرأي أظهرت تراجع شعبيتها.
تكافح أحزاب اليسار في فرنسا لتمويل حملاتها الانتخابية وسط صعوباتٍ وعوائق كثيرة، أهمها ما يُشاع عن تردد المصارف في تقديم القروض المطلوبة، مستندةً في ترددها لتراجع نتائج استطلاعات الرأي بالنسبة إلى مرشحي اليسار.
لعدة أسابيع، أدت استطلاعات الرأي إلى إحراجٍ سياسي للمرشحين اليساريين، وكذلك “قشعريرة مالية” للبنوك التي من المرجح أن تقرضهم المال من أجل الحملة الرئاسية.
صحيح أن الأمر معقدٌ في هذا المجال، لكن لا يشكل كارثةً بالنسبة إلى مانويل بومبار مدير الحملة الانتخابية للمرشح اليساري جان لوك ميلونشون، الذي يقول إن “كل شيء يسير على ما يرام. لقد واجهنا بالفعل صعوبات في القرض منذ 5 سنوات. نتوقع أن تبلغ تكلفة الحملة 11 مليون يورو، كما في عام 2017″، مضيفاً: “نحتاج قرضاً يغطي 50٪ من الميزانية. لدينا أموالنا الخاصة ونستهدف تبرعات بقيمة 2.5 مليون يورو.”
ويساوي قانون تمويل الحملات الانتخابية بين المرشحين، فالدولة تسدد 8 ملايين يورو من نفقات الحملة – الحد الأقصى 16.8 مليون يورو، ومن أجل الإقراض فإن للبنوك متطلباتها الخاصة التي تستند إلى الجدارة الائتمانية للأحزاب وإلى استطلاعات الرأي، وهي تطالب بـ3 استطلاعاتٍ للرأي تضع المرشح فوق عتبة 8% من نوايا التصويت، فيما يوجد أدناه منطقة مخاطر تمنع المؤسسات المصرفية من المشاركة”.
ومن بين دعاة “حماية البيئة” يهدف منير ساتوري مدير حملة يانيك جادو، إلى حملة طموحة بقيمة 10 ملايين يورو. ويوضح أن الحزب ” قدم طلباً لقرض بقيمة 6.4 مليون يورو منذ 10 أيام من البنك التعاوني، بينما سنؤمن 1.6 مليون يورو من الأسهم ونأمل بـ2 مليون يورو من التبرعات”.
شائعات سيئة تطاول مرشحة الحزب الاشتراكي
الصعوبات المالية لمرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو حديث الوسط السياسي، وهي تعاني من عمليات رفض القروض المصرفية. لكنَّ الحزب الاشتراكي يتحدث عن شائعاتٍ سيئةٍ يثيرها دعاة “حماية البيئة”، لتشويه سمعة الحزب وإحياء فرضية انسحاب مبكر للمرشح.
بالنسبة لممثلة حملة آن هيدالغو، ماري بيير دي لاغونتري، فإن ما يقال “كله خطأ ولم نسجل أي رفض. نحن نعمل مع Crédit Coopératif، البنك التعاوني، وليس لدي أي قلق، لأنه سيكون لدينا 500 رعاية، وهو أمرٌ مهمٌّ للبنك، وأيضاً لأن حزبنا لديه موارد كبيرة، بما في ذلك في اتحاداته,. وأخيراً، يمتلك الحزب مقعداً بقيمة 9 ملايين يورو يمكن رهنه في حالة الحصول على قرض”.
خلافات جديدة بين أطراف اليسار الفرنسي
هذا وسادت خلافات جديدة بين أطراف اليسار الفرنسي، حيث يتراجع معها الأمل بالإتفاق على مرشحٍ مشتركٍ للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفتحت عمدة باريس آن هيدالغو النار على مرشح “فرنسا غير الخاضعة” جان لوك ميلونشون، وقالت إنها “لم تعد تعرف ما إذا كان جان لوك ميلينشون “يسارياً حقاً”. وبحسب هيدالغو يجب أن يقود اليسار مرشحٌ “ديمقراطي اجتماعي.. عرضه السياسي لا يمكن أن يجمع بين غالبية الشعب الفرنسي”.
وقبل أقل من 5 أشهر على الانتخابات الرئاسية، لا يبدو أن المفاوضات بين قوى اليسار المختلفة تسير في الاتجاه الصحيح. وعشية جولةٍ استغرقت عدة أيام بهدف تعزيز حملتها، أكدت هيدالغو خلافاتها مع أقرب منافسيها.
النائبان عن “فرنسا غير الخاضعة” كليمنتين أوتين وفرانسوا روفين، دافعا عن “جبهة شعبية وبيئية” من أجل الانتخابات الرئاسية. فيما وجّه يانيك جادو مرشح البيئيين دعوةً لـ”الاشتراكيين” و”جميع التقدميين” للانضمام إليه، لبناء “حكم لمدة 5 سنوات”.
المصدر: الميادين نت