استمرت أسواق الأسهم العربية في أدائها المستقر والمعتدل نسبياً خلال الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر، حيث سجلت البورصات العربية تفاوت نسبي في تحركات الأسعار، بين ارتفاعات معتدلة وتراجعات طفيفة
فادي قانصو
خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية
خلفية سريعة عن أهم تطورات الأسواق العالمية الأسبوع الماضي
شهدت الأسواق المالية العالمية خلال الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر مسار متقلب نسبياً.
إذ حافظ مؤشر الدولار الأمريكي على زخمه بالقرب من أعلى مستوياته في شهرين تقريباً، مدعوما ببيانات التوظيف القوية والطلب على الملاذ الآمن المرتبط بالتوترات الجيوسياسية.
بالتوازي مع ذلك، شهدت أسهم وول ستريت بدورها بعض التقلبات، قبل أن تسجل بعض الانتعاش وتحقق مستويات قياسية جديدة يوم الجمعة 11 أكتوبر، مدفوعة بأداء قوي في القطاع المالي وتوقعات بخفض محتمل لمعدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل.
وأظهرت تقارير التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع أن مؤشر أسعار المستهلكين في أمريكا قد ارتفع بنسبة 2.4% في سبتمبر على أساس سنوي، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين التي أشارت إلى ارتفاع سنوي بنسبة 2.3%، وفق توقعات المحللين.
التضخم في بريطانيا
شهدت وتيرة ارتفاع أسعار المستهلكين في بريطانيا تباطؤ ملموس في سبتمبر، لتتراجع نسبة تضخم الأسعار دون النسبة المستهدفة للبنك المركزي البريطاني والبالغة 2%، وذلك للمرة الأولى منذ أبريل 2021.
أشارت بيانات مكتب الإحصاء الوطني إلى ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 1.7% في سبتمبر على أساس سنوي، وهي دون النسبة المتوقعة بحدود 1.9%، وذلك بالمقارنة مع ارتفاع بنسبة 2.2% في شهر أغسطس.
مع الإشارة إلى أن تراجع الضغوط التضخمية في سبتمبر جاء مدعوم بتباطؤ تسارع الأسعار في قطاع الخدمات بشكل ملحوظ.
وتعتبر تلك البيانات داعمة لاتجاه بنك إنجلترا لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في الاجتماع المقبل، ناهيك عن البيانات التي كشفت عن تراجع معدل البطالة إلى 4%، وهو أدنى مستوى منذ يناير الماضي.
التطورات في السوق العربي الأسبوع الماضي والحالي
الأسبوع المنتهي في 11 اكتوبر
شهدت أسواق الأسهم العربية مناعة ملموسة خلال الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر رغم المخاطر الجيوسياسية في المنطقة، إذ طغى اللون الأخضر، وإن باعتدال، على نشاط البورصات العربية، ليسجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، ارتفاع طفيف بنسبة 0.4%، بعد أن سجلت 11 بورصة عربية من أصل 15 بورصة ارتفاعات تتراوح بين 0.1% و1.7% في مؤشرات أسعارها.
وقد تعزز هذا الأداء بشكل خاص في ضوء ارتفاع المؤشر الرئيسي لبورصة مسقط وسوق أبو ظبي للأوراق المالية بنسب 1.7% و1.5% على التوالي على أساس أسبوعي.
وترافق أداء البورصات العربية مع ارتفاع أسبوعي طفيف في القيمة السوقية الإجمالية لأسواق الأسهم العربية بنسبة 0.3% إلى 4,240 مليار دولار، بالتوازي مع ارتفاع أسبوعي في قيمة التداول الإجمالية في المنطقة بنسبة 5.2% إلى 23.7 مليار دولار، في حين ارتفع حجم التداول بنسبة 79.4% إلى 41.5 مليار سهم خلال الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر.
هذا الأسبوع
استمرت أسواق الأسهم العربية بأدائها المستقر والمعتدل نسبياً خلال الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر، حيث سجلت البورصات العربية تفاوت نسبي في تحركات الأسعار، بين ارتفاعات معتدلة وتراجعات طفيفة.
وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب تراجع طفيف بنسبة 0.4% في 14 أكتوبر قبل أن يعاود تسجيل ارتفاعات طفيفة بنسب 0.4% و0.5% بين 15 و16 أكتوبر.
وهو ما يعكس حالة الترقب والتريث السائدة في أوساط المستثمرين الإقليميين والمستمرة للأسبوع الثالث على التوالي، وهو مسار من المتوقع أن يستمر بدوره خلال الأسبوع المقبل في حال بقيت الأوضاع الجيوسياسية على حالها ولم تشهد المنطقة تصاعد في وتيرة الصراع القائم.
النفط والذهب
أظهرت أسعار النفط تحركات مهمة، حيث ارتفعت بسبب المخاوف المتعلقة بالصراعات في منطقة الشرق الأوسط وإشارات على تزايد الطلب على الطاقة في كل من الولايات المتحدة والصين، لتنهي الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر على ارتفاع وإن طفيف نسبياً، خاصةً وأن مخزونات الخام الأمريكية المتزايدة قد أرخت بثقلها على الأسعار بشكل عام.
غير أن أسعار النفط عادت وشهدت تراجعات بين 14 و16 أكتوبر على خلفية تراجع علاوات المخاطر وانحسار المخاوف من احتمال أن يؤدي توسع رقعة الصراع إلى اضطراب في إمدادات النفط، رغم استمرار حالة عدم اليقين بشأن الصراع في الشرق الأوسط، قبل أن تعاود انتعاشها في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم 17 أكتوبر.
وجاء هذا بعد أن أظهرت بيانات في قطاع النفط انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكي، وبالتالي من المتوقع أن تبقى أسعار النفط في خانة المراوحة حتى نهاية الأسبوع المنتهي في 18 أكتوبر.
في موازاة ذلك، شهدت أسعار الذهب تقلبات أيضاً طوال الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر لكنها أنهت هذا الأسبوع على مراوحة، مدعومةً بالطلب على الملاذ الآمن في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي.
وتراجعت أسعار الذهب بعض الشيء يوم 14 أكتوبر قبل أن تعاود ارتفاعها بين 15 و16 أكتوبر مع تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، بينما ينتظر المستثمرون المزيد من البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة لتوقع عدد مرات خفض أسعار الفائدة التي يرجح أن يقدم عليها مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الأمد القريب، ما يعني أن أسعار الذهب قد تنهي الأسبوع الممتد حتى 18 أكتوبر على استقرار بحدود 2,670 دولار للأونصة.
المصدر: زاوية