بقلم: ستيفن صهيوني، صحفي ومحلل سياسي
في يوم الجمعة الموافق الثالث عشر من الشهر الجاري، بينما كان الشرق الأوسط يستعد لبدء عطلة نهاية الأسبوع، شنت إسرائيل ضربة استباقية كبيرة على الأراضي الإيرانية. حملت العملية السرية اسم “الأسد الصاعد”، واستهدفت منشآت نووية ومواقع إنتاج صواريخ، بالإضافة إلى علماء نوويين ومسؤولين عسكريين رفيعي المستوى. يُعتبر هذا التصعيد الأخطر بين البلدين منذ عقود.
الضربة الإسرائيلية: الأهداف والتأثيرات
وفقًا لمصادر عسكرية إسرائيلية، شارك أكثر من 200 طائرة في العملية، التي استهدفت بنية تحتية حيوية في عدة محافظات إيرانية. ومن أبرز الأهداف التي تم ضربها:
– **منشأة نطنز النووية**: تعرض الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم لأضرار جسيمة. أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) عدم وجود تسرب إشعاعي، لكنها أقرت بتدمير هيكلي كبير.
– **مواقع خونضاب وخورم آباد**: تعرضت هذه المراكز الاستراتيجية لتطوير الصواريخ والأسلحة النووية للضرب.
– **طهران**: هزت انفجارات العاصمة، بما في ذلك المناطق القريبة من مقر الحرس الثوري الإيراني (IRGC)، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بمقتل عدة مسؤولين رفيعي المستوى، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس الأركان محمد باقري، بالإضافة إلى العلماء النوويين فريدون عباسي دواني ومحمد مهدي تهرانجي.
عمليات الموساد السرية
كشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن الموساد نفذ سلسلة من العمليات السرية داخل إيران قبل الضربات الجوية، ركزت على تحييد أنظمة الصواريخ الاستراتيجية وقدرات الدفاع الجوي الإيرانية. وتكونت الحملة من ثلاث مراحل:
1. المرحلة الأولى: نشر وحدات كوماندوس أنظمة أسلحة موجهة بدقة بالقرب من مواقع الدفاع الجوي الإيراني.
2. المرحلة الثانية: تدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية باستخدام مركبات مزودة بأنظمة هجومية متطورة.
3. المرحلة الثالثة: إنشاء قاعدة لطائرات بدون طيار داخل الأراضي الإيرانية لإطلاق هجمات على مواقع صواريخ أرض-أرض.
يذكر أن الولايات المتحدة قامت بإجلاء قواتها من بعض مناطق الشرق الأوسط قبل الهجوم، مما يشير إلى علمها المسبق بالخطة الإسرائيلية.
الرد الإيراني: التهديد والانتقام
ردًا على الضربة الإسرائيلية، أطلقت إيران أكثر منوط 100 طائرة بدون طيار نحو الأراضي الإسرائيلية، تم اعتراض معظمها بواسطة أنظمة الدفاع الإسرائيلية. كما أطلقت المئات من الصواريخ البالستية وصلت بنجاح لإسرائيل وسببت دمار كبير والعشرات القتلى كما أصدرت الحكومة الإسرائيلية تنبيهًا على مستوى البلاد لفترة وجيزة، بينما حذر المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي إسرائيل من “عقاب شديد”.
ردود الفعل الدولية
أعرب المجتمع الدولي عن قلقه إزاء التصعيد، حيث أدانت السعودية وتركيا والصين الضربات الإسرائيلية، داعية إلى ضبط النفس. من جهتها، أعربت الهند عن “قلقها العميق”، بينما اقتصر رد رئيس الوزراء البريطاني على التعبير عن قلقه دون إدانة صريحة.
نفت الولايات المتحدة مشاركتها في الهجوم، لكنها أكدت أن قواتها في المنطقة كانت في حالة تأهب قصوى.
السياق النووي والأسباب الكامنة
جاءت الضربة الإسرائيلية في خضم مفاوضات نووية بين إيران والولايات المتحدة، والتي تهدف إلى الحد من تخصيب اليورانيوم الإيراني الذي وصل إلى نقاء 60%، وهو قريب من درجة تصنيع الأسلحة. وقبل يوم واحد من الهجوم، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لم تلتزم بالتزاماتها النووية للمرة الأولى منذ 20 عامًا، وهو ما يعتقد المحللون أنه كان الدافع المباشر للعملية الإسرائيلية.
الآثار الاقتصادية والإستراتيجية
بدأت التبعات الجيوسياسية تظهر على الأسواق العالمية، حيث:
– ارتفعت أسعار النفط بنسبة 9% بسبب مخاوف من تعطل الإمدادات عبر مضيق هرمز.
– ارتفعت أسعار الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.
– انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 1.6% بسبب ارتفاع تكاليف الوقود.
أعلنت إسرائيل نجاح العملية، بينما هددت إيران بالمزيد من الردود. لا يزال الوضع متوترًا، مع إمكانية تصاعد الصراع في أي لحظة. يتطلع العالم بقلق إلى ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، بينما يقف الشرق الأوسط على حافة مواجهة أوسع.
ستيفن صهيوني،كاتب وصحفي متخصص في الشؤون الأمريكية والشرق الأوسط.