بغداد تنتظر حدثاً مفصلياً، حالها كحال باقي المحافظات العراقية. الانتخابات التشريعية المبكرة اقترب موعدها والإعداد للمرحلة الأخيرة يجري على قدم وساق، كاميرا “الميادين نت” جالت في شوارع بغداد، ورصدت مواقف الناخب العراقي
لا يمكن لزائر بغداد أن لا يلحظ سطوة الدعاية الانتخابية على المدينة. كيفما ولّيت وجهك في شوارعها ستجد صور المرشحين منتشرة في كل مكان. قبل أسابيع، كانت الأجواء التنافسية بين الكتل فاترة، لكنها اليوم بدأت تشتد مع اقتراب موعد الاستحقاق المقرر في العاشر من الشهر المقبل، وتكاد حرارتها تتجاوز بدرجاتها حرارة الطقس في بغداد.
انطلقنا من فندق المنصور، مقر إقامة فريق الميادين لتغطية الحدث، وتوجهنا إلى ساحة الشهداء في بغداد، لنرصد تفاعل المواطن العراقي مع هذه الحملات. بدا واضحاً اختلاف وسائل المرشحين لاستقطاب الناخبين وإقناعهم بالمشاركة في هذه الدورة وابتكار أساليب جديدة، ولكنها كما سابقاتها، لم تخلُ من طرائف دعائية غير مألوفة.
“حلاقة مجانية للشباب” هذه الجملة لم تكتب على لافتة أحد صالونات الحلاقة، بل على صورة مرشحٍ وجد فيها طريقة لجذب الأصوات، بينما قرر آخر استمالة الناخبين بالترفيه عنهم في هذا الطقس الحار، فنظم لهم رحلة سياحية إلى شمال البلاد، فيما أقدم أحدهم على توفير حافلات للنقل المجاني، علّها تكون وسيلته للعبور نحو البرلمان.
الطرفة الدعائية التي أثارت انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تعكس حقيقة الشارع العراقي الذي تغلب عليه النقمة من برامج انتخابية لا تلبي مطالبه وتطلعاته، ولا يجد فيها طوق نجاة للخلاص من تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية.
علي محمد، طالب جامعي يدرس اللغة الانكليزية، قال “للميادين نت” إنّ لغة المرشحين “باتت بالية ومستهلكة، اعتدنا سماع هذه الخطابات قبل كل دورة انتخابية، ولكن على أرض الواقع الأمر مختلف. منذ 4 سنوات أبحث عن فرصة عمل، ولكن الوساطات توصد في وجه الشباب العراقي كل المنافذ، لا أعتقد أنني سأشارك، لأنه لا شيء سيتغيّر”.
تابعنا جولتنا في مدينة الكرخ؛ أصوات الباعة تصدح في الأرجاء بلهجة بغدادية أصيلة تطرب الأذن، كلُّ واحدٍ منهم اتخذ حصته من الرصيف لكسب قوت يومه. وقع نظري على أحدهم، بائع سمك يدعى “كرار أبو حيدر”. علامات التعب والإنهاك بدت واضحة على ملامحه. لفحت الشمس وجهه وزادته سمرة. امتنع في البداية عن الحديث، ولكن عندما أحرجته بالقول: “على بختك ما يصير أني ضيفتكم في العراق”، تبدلت ملامحه، وابتسم ابتسامة مدركٍ أنني ضربت على الوتر الحساس.
يشكو “كرار أبو حيدر” من الأوضاع المعيشية، وفي حديثٍ إلى الميادين نت، قال: “ماكو أمل، برامج المرشحين مثل الذي يشتري السمك وهو لا يزال في البحر، لن أشارك في الانتخابات، لا أنا ولا أي أحد من أفراد عائلتي، الوجوه هي نفسها، حتى المرشحون الجدد يتعلمون من الساسة الذين سبقوهم”.
انتقلنا من ساحة الشهداء إلى سوق السراجين؛ هو واحد من أقدم أسواق بغداد وأشهرها، تباع فيه مختلف أنواع المنتجات الجلدية. عبرنا داخل الأزقة الضيقة على وقع أصوات المطارق التي تعلو من المحال من دون انقطاع. المشهد في السوق بدا مختلفاً، فالتفاؤل يغمر عدداً كبيراً من الحرفيين. أحدهم كان عمر أحمد الذي قال إنه سيشارك في الانتخابات، متمنياً أن تُحدث فرقاً، وأن تحقق مطالب العراقيين بحياة كريمة.
“إنها فرصتهم”، بهذه الجملة استهل صاحب متجر يدعى أحمد صالح حديثه، حيث دعا المرشحين إلى استعادة ثقة الشارع العراقي والخروج من الحسابات الشخصية الضيقة والتركيز على هموم المواطن، ولفت إلى أن الشباب الرافض للتصويت سيتراجع عن هذه الخطوة لحظة الانتخابات، متوقعاً أن تكون نسبة المشاركة في هذه الدورة كبيرة، نظراً إلى حساسية الأوضاع التي مرّ بها العراق ولا يزال.
بغداد تنتظر حدثاً مفصلياً، حالها كحال باقي المحافظات العراقية. الانتخابات التشريعية المبكرة اقترب موعدها، الإعداد للمرحلة الأخيرة يجري على قدم وساق، والكل يتابع الحدث ويترقبه، ليس داخل العراق فحسب، بل في أكثر من دولة مجاورة وأخرى مؤثرة وفاعلة في الساحة الداخلية، فنتائج هذه الانتخابات التي وصفها الرئيس برهم صالح بالمصيرية، سترسم ملامح الواقع السياسي في العراق لسنواتٍ مقبلة.
لا يمكن لزائر بغداد أن لا يلحظ سطوة الدعاية الانتخابية على المدينة. كيفما ولّيت وجهك في شوارعها ستجد صور المرشحين منتشرة في كل مكان. قبل أسابيع، كانت الأجواء التنافسية بين الكتل فاترة، لكنها اليوم بدأت تشتد مع اقتراب موعد الاستحقاق المقرر في العاشر من الشهر المقبل، وتكاد حرارتها تتجاوز بدرجاتها حرارة الطقس في بغداد.
انطلقنا من فندق المنصور، مقر إقامة فريق الميادين لتغطية الحدث، وتوجهنا إلى ساحة الشهداء في بغداد، لنرصد تفاعل المواطن العراقي مع هذه الحملات. بدا واضحاً اختلاف وسائل المرشحين لاستقطاب الناخبين وإقناعهم بالمشاركة في هذه الدورة وابتكار أساليب جديدة، ولكنها كما سابقاتها، لم تخلُ من طرائف دعائية غير مألوفة.
“حلاقة مجانية للشباب” هذه الجملة لم تكتب على لافتة أحد صالونات الحلاقة، بل على صورة مرشحٍ وجد فيها طريقة لجذب الأصوات، بينما قرر آخر استمالة الناخبين بالترفيه عنهم في هذا الطقس الحار، فنظم لهم رحلة سياحية إلى شمال البلاد، فيما أقدم أحدهم على توفير حافلات للنقل المجاني، علّها تكون وسيلته للعبور نحو البرلمان.
الطرفة الدعائية التي أثارت انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تعكس حقيقة الشارع العراقي الذي تغلب عليه النقمة من برامج انتخابية لا تلبي مطالبه وتطلعاته، ولا يجد فيها طوق نجاة للخلاص من تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية.
علي محمد، طالب جامعي يدرس اللغة الانكليزية، قال “للميادين نت” إنّ لغة المرشحين “باتت بالية ومستهلكة، اعتدنا سماع هذه الخطابات قبل كل دورة انتخابية، ولكن على أرض الواقع الأمر مختلف. منذ 4 سنوات أبحث عن فرصة عمل، ولكن الوساطات توصد في وجه الشباب العراقي كل المنافذ، لا أعتقد أنني سأشارك، لأنه لا شيء سيتغيّر”.
تابعنا جولتنا في مدينة الكرخ؛ أصوات الباعة تصدح في الأرجاء بلهجة بغدادية أصيلة تطرب الأذن، كلُّ واحدٍ منهم اتخذ حصته من الرصيف لكسب قوت يومه. وقع نظري على أحدهم، بائع سمك يدعى “كرار أبو حيدر”. علامات التعب والإنهاك بدت واضحة على ملامحه. لفحت الشمس وجهه وزادته سمرة. امتنع في البداية عن الحديث، ولكن عندما أحرجته بالقول: “على بختك ما يصير أني ضيفتكم في العراق”، تبدلت ملامحه، وابتسم ابتسامة مدركٍ أنني ضربت على الوتر الحساس.
يشكو “كرار أبو حيدر” من الأوضاع المعيشية، وفي حديثٍ إلى الميادين نت، قال: “ماكو أمل، برامج المرشحين مثل الذي يشتري السمك وهو لا يزال في البحر، لن أشارك في الانتخابات، لا أنا ولا أي أحد من أفراد عائلتي، الوجوه هي نفسها، حتى المرشحون الجدد يتعلمون من الساسة الذين سبقوهم”.
انتقلنا من ساحة الشهداء إلى سوق السراجين؛ هو واحد من أقدم أسواق بغداد وأشهرها، تباع فيه مختلف أنواع المنتجات الجلدية. عبرنا داخل الأزقة الضيقة على وقع أصوات المطارق التي تعلو من المحال من دون انقطاع. المشهد في السوق بدا مختلفاً، فالتفاؤل يغمر عدداً كبيراً من الحرفيين. أحدهم كان عمر أحمد الذي قال إنه سيشارك في الانتخابات، متمنياً أن تُحدث فرقاً، وأن تحقق مطالب العراقيين بحياة كريمة.
“إنها فرصتهم”، بهذه الجملة استهل صاحب متجر يدعى أحمد صالح حديثه، حيث دعا المرشحين إلى استعادة ثقة الشارع العراقي والخروج من الحسابات الشخصية الضيقة والتركيز على هموم المواطن، ولفت إلى أن الشباب الرافض للتصويت سيتراجع عن هذه الخطوة لحظة الانتخابات، متوقعاً أن تكون نسبة المشاركة في هذه الدورة كبيرة، نظراً إلى حساسية الأوضاع التي مرّ بها العراق ولا يزال.
بغداد تنتظر حدثاً مفصلياً، حالها كحال باقي المحافظات العراقية. الانتخابات التشريعية المبكرة اقترب موعدها، الإعداد للمرحلة الأخيرة يجري على قدم وساق، والكل يتابع الحدث ويترقبه، ليس داخل العراق فحسب، بل في أكثر من دولة مجاورة وأخرى مؤثرة وفاعلة في الساحة الداخلية، فنتائج هذه الانتخابات التي وصفها الرئيس برهم صالح بالمصيرية، سترسم ملامح الواقع السياسي في العراق لسنواتٍ مقبلة.
المصدر الميادين نت