قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن استقرار ليبيا يعد من محددات الأمن القومي المصري، وإن مصر لم ولن تتهاون مع الجماعات الإرهابية ومن يدعمها.
جاء ذلك في اجتماع مجموعة الاتصال الأفريقية حول ليبيا على مستوى رؤساء الدول والحكومات عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بحسب ما صرح به السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.
وجدد السيسي تأكيد موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية بالتوصل لحل سياسي للأزمة، والحفاظ على سيادة ليبيا وأمنها ووحدة أراضيها، والدعم الكامل لإرادة الشعب الليبي واختياراته، ورفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية الليبية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه ليبيا تطورات ميدانية في المعارك الدائرة بين قوات حكومة الوفاق الليبية وقوات الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، حيث انسحب الجيش من قاعدة استراتيجية كانت تقع تحت سيطرته، بفعل هجوم عسكري استمر أياما من قوات الوفاق.
أعلن الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، “إعادة تمركز” وحدات الجيش في محاور جنوب طرابلس، ضمن المواجهات ضد قوات حكومة الوفاق الوطني.
وفي مؤتمر صحفي من بنغازي، اليوم الثلاثاء، قال المسماري إن “القائد العام للقوات المسلحة قرر إعادة تمركز بعض المحاور في مدينة طرابلس، إلى نقاط جديدة وإلى تمركزات جديدة، وقد يتطلب ذلك إعادة التمركز من بعض المحاور إلى مواقع سابقة ضمن عملية تكتيكية مدروسة جيدا”.
ونفى المسماري الأنباء عن “انسحاب كلي من طرابلس”، مشددا على أن الخطوة هي مجرد “إعادة توزيع القوات وإعادة تموضعها في مراكز قتالية في نقاط محددة ضمن نطاق العمليات”.
وأضاف المسماري أن “القائد العام للجيش أكد أن هذه الخطوة تأتي لفك الالتحام ببعض الأحياء الآهلة بالسكان في طرابلس خلال أيام العيد حتى لا يتم استهداف المدنيين من قبل الميليشيات الإرهابية والمتطرفين”.
وأشار المسماري إلى أن هذا “الإجراء تم بالفعل، ولكن على الميليشيات والأتراك ألا يفكروا في استغلال ذلك لأن الجيش مستعد للرد بقوة على أي هجوم على الوحدات العسكرية أو المدنيين في هذه الأحياء”.
وتابع أن الجيش “مستمر في المعركة ولديه القدرة ولديه الإمكانيات التي يتطلبها الأمر لتحرير طرابلس من الميليشيات الإجرامية والمتطرفة والمرتزقة السوريين والأتراك”.
من جهته قال آمر المنطقة العسكرية الغربية بالجيش الوطني الليبي، اللواء إدريس مادي، إن تركيا تعمل الآن على تجهيز قاعدة الوطية جنوب غرب طرابلس لتكون أكبر قاعدة عسكرية للجيش التركي خارج أراضيها، وذلك بعد أن سيطرت قوات حكومة الوفاق الوطني على القاعدة الاستراتيجية بدعم من الجيش التركي.
وفي تصريحات صحفية، الاثنين، أضاف مادي أن سيطرة قوات الوفاق على الوطية جاء بعد أسابيع متواصلة من قصف البوارج الحربية والطيران التركي على القاعدة، مضيفا أن انسحاب الجيش من الوطية تم بدون خسائر بشرية بعد تلقي تعليمات القيادة بالانسحاب الكامل بغطاء جوي وتأمين جميع الأرتال والا
آليات والأفراد.
وقال مندوب ليبيا في الأمم المتحدة، طاهر السني، إن ما وُجد من أسلحة في الوطية يثبت تورط دول بعينها في قتل الليبيين.
وأكد السني في تغريدة له على تويتر، متابعته لمواقف الدول الأعضاء بمجلس الأمن تجاه سلسلة الانتهاكات وجرائم الحرب، لافتا لتقدمه إحاطة لمجلس الأمن غداً.
وقال مندوب ليبيا بالأمم المتحدة إن تحرير قاعدة الوطية ومدن الساحل الغربي هي بداية النهاية للمعتدي وأتباعه.
أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة الاثنين سيطرتها على قاعدة “الوطية” الجوية الواقعة (140 كلم) جنوب غرب طرابلس، بعدما كانت خاضعة لسيطرة القوات الموالية للمشير خليفة حفتر.
وقال رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج في بيان: “نعلن بكل فخر واعتزاز تحرير قاعدة الوطية العسكرية من قبضة الميليشيات والمرتزقة والإرهابيين (في إشارة لقوات حفتر) لتنضم إلى المدن المحررة في الساحل الغربي”.
وأضاف السراج: “انتصار اليوم لا يمثل نهاية المعركة، بل يقربنا أكثر من أي وقت مضى من يوم النصر الكبير، بتحرير كافة المدن والقضاء نهائيا على مشروع الهيمنة والاستبداد الذي يهدد آمال الليبيين وتطلعهم لبناء دولتهم المدنية والديموقراطية”.