بقلم: ستيفن صهيوني
تحتل قوات سوريا الديمقراطية حالياً 11 بئراً نفطية، في المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط في سوريا. علىٰ الرغم من الأضرار التي أحدثتها داعش في الماضي، فإن المنطقة لديها إمكانية مؤكدة لإنتاج ما يقارب نصف مليون برميل من النفط يومياً.
عميل للاحتلال الإسرائيلي في سوريا يشتري النفط من الميليشات الإنفصالية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، ولكن بالرغم من العداء الكبير بين الكرد والأتراك إلا أن النفط السوري المسروق يتم شحنه من ميناء تركي.
سوريا دولة غنية بالنفط، وتستخدم لضخ ما يكفي من النفط لتلبية احتياجاتها المحلية، وبيع الفائض. ومع ذلك، فإن الهجوم الأميركي – الأوروبي “الناتو” علىٰ سوريا الذي بدأ في آذار/مارس 2011 قد حول البلاد إلىٰ منطقة حرب. تم تدمير بعض آبار النفط أو استولت عليها داعش، وبالرغم من هزيمة داعش، أصبحت هذه الآبار الآن تحت الاحتلال الأميركي، وتديرها القوات الديمقراطية السورية (SDF). قوات سوريا الديمقراطية وهي ميليشيا مرتزقة مكونة من مواطنين سوريين من الكرد. المنطقة التي يسيطرون عليها ليست كردية في الغالب، ويبقون أقلية في الركن الشمالي الشرقي من سوريا. ولكن يسيطرون علىٰ تلك المنطقة عن طريق القوة العسكرية، وبدعم من الولايات المتحدة التي تسمح لهم باحتلال المنطقة.
تحتل قوات سوريا الديمقراطية حالياً 11 بئراً نفطية، في المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط في سوريا. علىٰ الرغم من الأضرار التي أحدثتها داعش في الماضي، فإن المنطقة لديها إمكانية مؤكدة لإنتاج ما يقارب نصف مليون برميل من النفط يومياً. وأكبر حقل نفط هو العمر في محافظة دير الزور الشرقية، والتي تخضع لسيطرة قوات الدفاع الذاتي، وكذلك حقلي الجفرة والتنك. بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ قوات سوريا الديمقراطية بحقل الرميلان في محافظة الحسكة، وعدة مواقع أصغر في محافظة الرقة.
حصلت صحيفة الأخبار اللبنانية علىٰ رسالة مسربة موقعة من إلهام أحمد، الرئيس المشترك للجنة التنفيذية للمجلس الديمقراطي السوري، و هو الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية. في هذه الوثيقة، تعطي إلهام أحمد تصريحاً لرجل أعمال الإحتلال الإسرائيلي، موتي كاهانا، لتمثيل المجلس في جميع المسائل المتعلقة ببيع النفط السوري في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدفاع الذاتي.
“موتي كاهانا” يدخل إلىٰ شمال شرق سوريا بشكل مستمر عن طريق تركيا. ربما يشير إلىٰ المنطقة باسم “روجافا”، المصطلح الخيالي “لكردستان سوريا”، الذي وعدت الولايات المتحدة الكرد مقابل قتاله ، لتخليص المنطقة من داعش. يتفق معظم المحللين علىٰ أن الولايات المتحدة ستترك الكرد في نهاية المطاف من دون تقديم أي شيء لهم ، بعد نفاذ فائدتهم كما هو معروف عن الولايات المتحدة الأميركية.
تعمل حكومة الاحتلال علىٰ دعم كرد سوري بإقامة دولتهم الإنفصالية ودعمهم بشتىٰ الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية، والطريقة التي يتبعها الكرد في شمال شرق سوريا لإقامة دولتهم المفترضة هي نفس الطريقة التي اتبعها الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 من مصادرة الأراضي والمزارع والمتاجر والمنازل وطرد الناس من بيوتهم وقتلهم وسجنهم.
هناك قانون أميركي ينص علىٰ أنه ممنوع علىٰ الأميركي المولود في أميركا من حمل جنسية ثانية، ولكن هناك استثناء إذا كانت الجنسية الثانية هي جنسية كيان الاحتلال الإسرائيلي ، و”موتي كاهانا” هو أحد هؤلاء المواطنين الذين يحملون الجنسية المزدوجة كما أنه مؤثر وعضو في اللوبيات الصهيونية في واشنطن.
قال صحافيون إن “كاهان” عضو في جماعات الضغط الإسرائيلية “اللوبيات الصهيونية” مثل: أيباك وغيرها في العاصمة واشنطن، كما أن “كاهان” يقوم بتبرع بالمال لما يسمىٰ بالمعارضة السورية في إسطنبول وغيرها من البلدان.
كما يدعم بشكل كبير المعارضة المسلحة التي لا وجود لها الآن، باستثناء توأمها في”هيئة تحرير الشام”. الذين يحتلون إدلب. كما تحصل “هيئة تحرير الشام” وهي فرع لتنظيم القاعدة في سوريا، علىٰ إمداداتها النفطية من الكرد.
يشتري الاحتلال الإسرائيلي 75% من نفطه من الكرد في العراق، كما يتم شحن تلك المنتجات عبر ميناء “جيهان”، علىٰ الرغم من أن القانون العراقي يعاقب عليه بالإعدام بسبب أية صلة له بالاحتلال الإسرائيلي.
شبكة من ناقلات النفط، والهويات المزيفة، تسهل عملية النقل التي تشمل إسرائيل والكرد وتركيا. كشفت المعلومات الواردة من TankerTrackers.com عن الشحنات، بما في ذلك وقف جهاز إرسال السفينة عند الاقتراب من موانئ كيان الاحتلال الإسرائيلي، ثم العودة وتكرار الطريق إلىٰ تركيا للاحتلال. كانت هذه قصة مماثلة بينما كانت حكومة الاحتلال تشتري نفس النفط السوري المسروق، ولكن في وقت سابق من عام 2015 بينما كان ما يسمى “تنظيم داعش” مسيطرا عليه.
يتم دعم الكرد والاحتلال الإسرائيلي من قبل الولايات المتحدة ولديهم هدف مماثل يتمثل في إقامة وطن لجماعتهم العرقية، من دون التفكير في الظلم والقمع الذي يتعرض له سكان المناطق التي يحتلونها بالقوة العسكرية. بعد 71 سنة من الفوضىٰ وانعدام الأمن في الاحتلال الإسرائيلي، قد يرغب الكرد في التفكير في الخطة – ب – و هي التعلم من أخطاء الكثيرين الذين وضعوا ثقتهم بالأميركيين وتمت خيانتهم، ولكن يبدو أن الكرد في نهاية المطاف سيضطرون إلىٰ الجلوس والتفاوض مع الحكومة السورية لتعود وتبسط سيطرتها علىٰ شمال شرق سوريا، ولكن هذا لن يحصل إلا عندما تتخلىٰ عنهم أميركا وتبدأ تركيا بضربهم عسكرياً.
المصدر : الميادين نت