تُعدّ منصة “كوين بايز” الأميركية أقوى منصات التداول بالعملات الرقمية المشفّرة في العالم. وعلى الرغم من أنَّ منصة “بايننس” تُعتبر الأولى على صعيد عدد المشتركين، فإنَّ “كوين بايز” تحظى بحماية أمنية أكبر، كما أنَّها منخرطة في نشاطات بورصة “وول ستريت”.
فاجأ الرئيس التنفيذي للمنصة الأميركية بريان أرمسترونغ المجتمع الاقتصادي العالمي بالتحذير من مخاطر العملة الرقمية الصينية التي أصدرها البنك المركزي في بكين قبل أسابيع. في الأشهر الثلاثة الأخيرة، نشط أرمسترونغ خلال اجتماعات مع نواب وأعضاء كونغرس أميركيين، ليشرح لهم مخاطر إصدار الصين عملتها الرقمية الرسمية.
وعلى الرغم من أن العملة الصينية الجديدة لا تشبه العملات المشفّرة “غير المركزية”، فإنها تلقى إقبالاً واسعاً، في انعكاسٍ لسلوك الأفراد عالمياً، ورغبتهم في التعامل بشكل أكثر سلاسةً مع النقود والتعاملات المالية.
ويرى أرمسترونغ أنّ العملة الرقمية الصينية من شأنها تعطيل احتياطي الدولار الأميركي على المدى البعيد، ويشدد على ضرورة الإسراع في إصدار عملة رقمية أميركية. وعقب تحذيرات أرمسترونغ، أعلن المجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إصدار ورقة مناقشة حول عملة رقمية أميركية.
بدوره، يكرّر رئيس الفيدرالي الأميركي أنَّ إصدار عملة رقمية لا يتعلَّق بفعل ذلك أولاً، بقدر ما يتطلب تنفيذ المشروع بشكل صحيح، مقللاً من أهمية إطلاق الصين مشروعها قبل الولايات المتحدة. وهناك العديد من المؤشرات والموارد التي تدعم أي عملة رقمية أميركية عند إطلاقها، أبرزها وجود عدد كبير من أجهزة الصراف الآلي الخاصة بعملة الـ”بيتكوين” في الأراضي الأميركية يتجاوز 17 ألف جهاز.
كما أن الشعب الأميركي معتاد بشكل واسع على التعامل مع أجهزة الصراف الآلي عموماً، والبنية التحتية الإلكترونية لحماية التشفير قوية نسبياً في الولايات المتحدة مقارنة ببقية دول العالم، غير أنَّ وفرة بعض الموارد التقنية في الولايات المتحدة، استعداداً لإطلاق عملة رقمية، تواجه بطئاً في البيئة التشريعية والتنظيمية وقوانين الضرائب التي تتأخَّر عن مواكبة التكنولوجيا عموماً.
ورغم أنَّ امتلاك العملات المشفّرة أمر قانونيّ في الولايات المتحدة، كما أنَّ تداولها عبر الحسابات المصرفية متاح أمام جميع المقيمين، فإنَّ الاستعداد القانوني لمواكبة هذا القطاع لا يزال دون المستوى اللازم، وخصوصاً عند مقاربة الأمر من زاوية التنافس مع الصين، التي اختبرت بشكل عملي تداول عملتها الرقمية على نطاق واسع بين السكّان في مناطق عديدة.
وتشهد الأصول الرقميَّة بشكل عام اهتماماً دولياً متصاعداً، ولكنَّ الصّين تخطو خطوات واسعة في هذا المجال على أكثر من صعيد، مستعينةً بامتلاكها تقنيات واسعة تخدم البنية التحتية اللازمة للانتقال إلى اقتصاد رقمي بالكامل، مع ما ينجم عن هذا الأمر من تداعيات عالمية على مستوى التبادلات التجارية والنشاطات الاقتصادية.
المصدر: الميادين نت