قصف جوي واشتباكات برية وعشرات الصواريخ تطلق تجاه حيفا.. والجيش الإسرائيلي يقول إن المعارك أصبحت وجهاً لوجه مع عناصر حزب الله
أفاد مراسل “العربية” و”الحدث” بمقتل شخصين جراء سقوط صواريخ على كريات شمونة بشمال إسرائيل، كما أضاف مراسلنا باحتراق 8 منازل في كريات شمونة جراء الرشقة الصاروخية القادمة من لبنان. كما أفاد مراسلنا بإصابة 6 إسرائيليين جراء سقوط صواريخ على حيفا، فيما شن الجيش الإسرائيلي غارات على بلدات شقرا والحوش وعربصاليم ومرتفعات إقليم التفاح وبلدة الناقورة جنوب لبنان.
وتتواصل أعمال القصف والمعارك في لبنان اليوم الأربعاء. وفي آخر التطورات الميدانية شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على بلدة الوردانية في إقليم الخروب بجبل لبنان، واستهدفت الغارة شقة سكنية في إحدى الفنادق، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام. وأشارت المعلومات الأولية للوكالة، إلى وقوع 4 قتلى و10 جرحى بين نازحين من نزلاء الفندق
كما رصد الجيش الإسرائيلي إطلاق نحو 40 قذيفة من لبنان، حسبما أفاد المكتب الصحافي في الجيش. ووفقا له، تم القصف باتجاه الجليل الأعلى وخليج حيفا، وقبل ذلك بوقت قصير، دوت صفارات الإنذار محذرة من غارة جوية في منطقة حيفا. وبحسب بيان الجيش، فقد اعترض سلاح الجو الإسرائيلي بعض الصواريخ، وتم تسجيل سقوط عدة قذائف في منطقة القصف.
وفي السياق، قال الجيش الإسرائيلي، إن المعارك أصبحت وجهاً لوجه مع عناصر حزب الله، وإنه خلال هذه الاشتباكات قتل عناصر من حزب الله. ونشر حصيلة لعملياته قائلا إن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم 185 موقعا تابعا لحزب الله في لبنان، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأطلق عناصر حزب الله بدوره صواريخ تجاه مدينة قيسارية، جنوب مدينة حيفا، ودوت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل صباح اليوم الأربعاء بعد أن واصلت إسرائيل قصف الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت خلال الليل.
وفي المقابل، لوح الحزب بمزيد، من التصعيد، قائلاً: إنه قتل ما لا يقل عن 35 جنديا وضابطا إسرائيليا خلال الاشتباكات الأخيرة، وأصاب نحو 200 من عناصر الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم التوغل في بلدات الجنوب.
وقبل ذلك، أعلن حزب الله، أنه قام فجر اليوم بِتفجير عبوة ناسفة بِقوةٍ من الجنود الإسرائيليين واشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل إلى بلدة بليدا
كما قالت الجماعة اللبنانية في بيان إن مقاتليها استهدفوا جنودا إسرائيليين قرب قرية اللبونة الحدودية اللبنانية بقذائف المدفعية والصواريخ، اليوم الأربعاء، وذلك بعد يوم من إعلان إسرائيل أنها قتلت اثنين من الخلفاء المحتملين للأمين العام للجماعة حسن نصر الله.
وتطلق الجماعة صواريخ وقذائف صوب إسرائيل منذ عام بالتوازي مع الحرب في قطاع غزة وتخوض الآن مواجهات برية.
وكان “حزب الله” أعلن أمس على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم مواصلة القتال جنوباً، حتى التوصُل إلى قرار بوقف النار، الأمر الذي فُسر على أنه تراجع من الحزب عن شرط الهدنة بغزة لوقف النار في لبنان.
هذا وتصاعدت أعمدة الدخان في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على قرية الخيام جنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل. وأفاد حزب الله أن مقاتليه صدوا محاولتي تسلل للجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان، بينما كثفت إسرائيل هجومها البري ضدها
كما شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات استهدفت عدة مناطق من ضاحية بيروت الجنوبية إلى البقاع فالجنوب. وأفاد مراسل العربية والحدث في جنوب لبنان بتنفيذ الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على بلدة الخِيام
وقال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، اللواء أوري غوردين، إن العملية البرية ضد حزب الله ستمكن سكان إسرائيل النازحين من العودة إلى منازلهم. وأشار إلى أن إزالة تهديدات حزب الله المباشرة لمستوطنات شمال إسرائيل تأتي بعزيمة كبيرة، وفق وصفه. وأضاف أن القوات الإسرائيلية، تستهدف خلال عملياتها أهدافاً يتمركز بها قادة وأعضاء الحزب اللبناني.
وأثار التصعيد في لبنان والحرب التي لا تزال مستمرة منذ عام بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة المخاوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط بما يجر إيران، وكذلك الولايات المتحدة أقوى حليف لإسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة من جنوده أصيبوا بجروح بالغة أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء خلال معارك في جنوب لبنان.
وتصاعدت حدة الموقف في لبنان بقوة في الأسابيع القليلة الماضية ونفذت إسرائيل سلسلة من عمليات الاغتيال لكبار قادة حزب الله وبدأت عمليات برية في الجنوب قبل أن توسع نطاقها هذا الأسبوع.
وحزب الله هو الجماعة الأقوى تسليحا بين الجماعات والفصائل المدعومة من إيران أو المتحالفة معها في الشرق الأوسط، وتتبادل إطلاق النار مع إسرائيل عبر الحدود إسنادا للفصائل الفلسطينية التي تقاتل إسرائيل في قطاع غزة.
وتقول إسرائيل إن قوات مما يصل إلى أربع فرق تنفذ عمليات داخل لبنان منذ أول إعلان عن عملية برية في الأول من أكتوبر تشرين الأول لكنها لم تؤكد أنها أقامت وجودا دائما لتلك القوات هناك.
وتقول جماعة حزب الله إنها تشتبك مع قوات إسرائيلية على الأراضي اللبنانية في معارك شملت نيران مدفعية وصواريخ وإنها تتمكن من صد القوات ومنعها من السيطرة على مناطق في لبنان.
وتسبب القصف الإسرائيلي على لبنان في مقتل أكثر من 2100 أغلبهم في آخر أسبوعين وتشريد نحو 1.2 مليون في أنحاء البلاد. وتقول إسرائيل إنها لا خيار أمامها سوى ضرب حزب الله ليستنى لآلاف من الإسرائيليين العودة للمنازل التي فروا منها بسبب قصف الجماعة على شمال إسرائيل.
يتلقى مصابون بحروق من جراء الضربات الإسرائيلية العلاج في وحدة الحروق في مستشفى الجعيتاوي في بيروت وهو المستشفى الوحيد من نوعه في البلاد.
يقول جندي لبناني لرويترز إنه كان في خارج أوقات الخدمة ويتجه إلى الشاطئ عندما تعرضت سيارته لضربة إسرائيلية مما أصاب جسده بالكامل بحروق. ويعاني منذ ذلك الحين من أرق مرهق ومن القلق البالغ
وقالت إسرائيل في الآونة الأخيرة إنها قتلت سهيل حسين حسيني رئيس منظومة الأركان في الجماعة المسؤول عن الميزانيات واللوجيستيات.
والضاحية التي كانت يوما مكتظة بالسكان وتعج بالحركة والنشاط هجرها الكثير من سكانها بسبب تحذيرات إخلاء إسرائيلية.
وشبه كثير من اللبنانيين ما تصدره إسرائيل من أوامر لهم بما يحدث في قطاع غزة، مما أثار مخاوف من أن بيروت قد تتكبد نفس حجم الدمار.