بقلم: البرفسور تيم أندرسون
مع هزيمة جبهة النصرة وداعش في سوريا، وفضيحة الخوذ البيضاء والحيل المتعددة المتعلقة بالأسلحة الكيميائية، بالإضافة لانهيار “روجوفا”، سرعان ما أصبحت واشنطن مستنزفة الخيارات. سوريا تنتصر، ومع إدراك القوى العظمى بهزيمتها إلا أنها لم تستسلم بعد، فما زالت تحاول إطالة أمد النهاية ومعاقبة الشعب السوري.
نحن جالسون في مركز قيادة عسكري مشترك في أريما (شمال سوريا، غرب المنبج) مع ثلاثة قادة في الجيش العربي السوري ورفيقين كرديين من قوات سورية الديمقراطية (قسد). يوجد بيننا أيضا بعض الروس ولكنهم لا يشاركون نقاشنا حتى على الصعيد الودي. وبينما ننتظر الموافقة الأمنية للذهاب لمنبج وعين العرب (كوباني) تعلو الوجوه علامات القلق.
يقر كل من ضباط الجيش العربي السوري ورفاق (قسد) الأكراد، وهم متشاركون في الطعام، أن قتالهم وموتهم موحد ومشترك في مواجهة الجيش التركي الغازي وحلفائه من المليشيات. خط الجبهة لا يبعد سوى بعض الكيلومترات.
عندما أسأل عن الفرق بين كل من داعش والنصرة والجيش الحر، الجميع يجاوب بتنوع، “ليس هناك فرق، إنها لعبة أموال. يتقدم ويتراجع العدو بحسب ما قدم لهُ من أجر”. أسأل أيضا، “هل من فرق بين المجموعات فيما يخص عدد القادمين من الخارج؟” يكررون “لا اختلاف”. يسلمني الرفيق الكردي (قسد) الثاني مقطع فيديو حديث التسجيل لتظاهر مقاتلي الجيش الحر في شمال شرقي التل الأبيض على الأوضاع مطالبين بعودتهم للنصرة في إدلب.
ولكننا جميعا نعلم أنهم يقاتلون لقضية مختلفة. فقادة الجيش العربي السوري يقاتلون في سبيل وطنٍ سوري حرّ وموحد، بينما رفاق القوات (قسد) ما زالوا يحلمون بكردستان مستقلة حيث يتحقق استقلالها بواسطة إضافة أراضٍ لها من المناطق المجاورة لها أي سوريا وتركيا والعراق.
في ملاحقة الحلم “روجوفا” (كردستان الغربية)، تشارك الأكراد الانفصاليّون مع قوات الاحتلال الأمريكي على الرغم من غياب دعم واشنطن لهذا المشروع بصورةٍ فعلية. العديد من السوريين يرَون هؤلاء الأكراد خونةً ولكن الجيش العربي السوري يتحلى بميزة الصبر؛ إذ إنه يتعامل مع كل عدو على حِدة، والعدو شمال سوريا الآن هو أردوغان.
أثبتت أنقرة أن الميليشيات الكردية لا تستطيع الدفاع عن نفسها أمامها في كل من عفرين بتاريخ آذار ٢٠١٨ والمنبج بتاريخ كانون الأول ٢٠١٩، ما أدى لموت حلم “الروجوفا” وترى أنقرة أن أيّة دويلة للروجوفا تُعد تقدمًا في هدف الأكراد الأسمى، وهو قطعة كبيرة من تركيا. علمًا أن الحماية التي قدمتها قوات الاحتلال الأمريكي للأكراد لا يمكن أن تدوم أبدًا. بالإضافة لذلك، المجموعات الكردية لا تملك حق المطالبة التاريخي لأي جزء من أراضي شمالي سوريا حيث يعيش العديد من الفئات الأخرى وينظر للأكراد على أنهم من الاقليات في الشمال السوري.
على الرغم من هذه الضغوطات، تبقى علاقة ذا سمة قريبة. جميع قادة الجيش العربي السوري هم رجال كبار في السن بين الأربعينات والخمسينات، بينما الرفاق الأكراد في عمر الشباب؛ إذْ أعمارهم لا تتخطّى الثلاثينات. يعرض أحد القادة مزيدًا من القهوة لأحد الرفاق بينما يقوم أحد الرفاق الآخرين بروي قصص البعثات الكردية حيث يقول “خسرنا ٨٥٠ شهيد في تحريرمنبج و ٢٠٠٠ في الكوباني” فيسأله أحد القادة “وماذا عن الموجودين في سجونكم؟” فيجيبه الرفيق “إنهم الإصلاحيون”.
الصورة بين حلب ومنبج: على الرغم من تأمين روسيا وسوريا معظم مناطق (قسد)، هناك انتقال من نقاط تفتيش الجيس العربي السوري إلى نقاط تفتيش قسد.
ما لا يقوله الرفيق الثاني عن “تحرير” المنبج هو الآتي: (١) حرب ٢٠١٦ كانت نقلة نوعية للمدينة من أجير امريكي (داعش) إلى آخر (القوات الديمقراطية الكردية السورية)، (٢) كان هناك قليلٌ من الأكراد في تلك المدينة التي غالبيّتها عرب. بعد المعارك الرئيسة، هرب كثيرٌ من السكان من المناطق المجاورة إلى هذه المدينة، ما سبّب تضخُّمًا في عدد سكانها. إحصاءٌ حديث يبين أن عدد سكانها ٧٠٠٠٠٠ ، ٨٠% منهم عرب (نجار ٢٠١٩) وأما الباقون فهم أقليات غير عربية تشتمل على آشوريين وأرمن و جراكس. ليس هناك أساس اجتماعي حقيقي لحكم كردي انفصالي في منبج.
وحتى بعد رحيل قوات الاحتلال الأمريكي من هذا الجزء من الشمال السوري وقمع الطموحات التركية بالحضور الروسي-السوري، لقد سُمح للقوات الديمقراطية الكردية السورية بالحفاظ على إدارتها السابقة في كل من المدينة والمنطقة.
توضحت الطبيعة الغريبة وغير المستدامة لهذا النظام عندما قام زميلي الصحفي السوري نهاد روميه بسأل أحد القادة عن مكان وجودنا فقام القائد بإخراج خريطة عسكرية مخطط عليها قوات الصديق والعدو. الشيء الأول الظاهر أن هناك ستّ وحدات سورية مدرعة في الشمال تحمي منبج. ثانيا، على الرغم من استعادة القوات السورية السيطرة على أكثر من ٢٠٠ كم للحدود الشمالية، إنه لمن المحبط رؤية مساحة الشمال السوري التي لا تزال تحت احتلال إردوغان ومأجوريه.
الصورة بدت أكثر إحباطا لاحقًا حين تحدثنا مع مستشارٍ من منبج وصديقه المحامي اللذين اشتكيا من تعذيب الأسرى الذين أخذهم نظام قسد. كما قالا إنه لم تكن هناك سوى قريتين كرديتين في منبج.
على جميع الأحوال، يبدو أن عملية انتقالية بدأت بأخذ مجراها. وفي تشرين الثاني وكانون الأول، رُفع كلا العلمَين السوري والروسي في سماء مناطق كانت تخضع لقوات قسد في كل من الحسكة وعين العرب وتل جمعة وطرابلس(شاهد سوري ٢٠١٩، سيمنوف ٢٠١٩، سوهر٢٠١٩). مع اقتراحات أن قوات قسد كانت تتفاوض مع دمشق “للوصول لحلول جذرية” لكن رئيس القوات الديمقراطية الكردية السورية مظلوم عبادي قال إن المجموعة أرادت “الوحدة السورية… [مع] ادارة ذاتية لامركزية” متضمنة الحفاظ على ميليشيا قسد الانفصالية (شاهد سوري ٢٠١٩). ومن غير المرجح أن تقبل دمشق بهذه الشروط.
>
إن المطالبة بوطن للأكراد في سورية ليس طلبًا لسكان أصيلين يريدون عودة أراضي أسلافهم. كما ان الجدل حول الأكراد بوصفهم مستوطنين تاريخيين (في يلدز ٢٠٠٥) أو سكانًا طويلي الأمد (هينربيشلر ٧٨-٧٧: ٢٠١٢) لا يجيب السؤال. في حين كون اللغات الكردية مستنبطة من الاصول الإيرانية ومرور تاريخ الأكراد الأطول من خلال بلاد ما بين النهرين (العراق) الإمبراطورية العثمانية، الأكراد هم بالتأكيد جزء من السكان الأصيلين في سوريا. وتعد سوريا وطنًا للمجموعة الأصغر من الأكراد المكونة من ١.٥ مليون كردي وتحتضن تركيا ما يقارب ٢٠ مليون (غربز ٣١: ٢٠١٦) و٦ الى ٨ مليون كردي موزعين بين العراق وإيران.
لقد دُحضت فكرة دويلة “الروجوفا” في سوريا بثلاث طرق، أولها، تعتبر المجموعات الكردية الموجودة في الشمال السوري والشمال الشرقي السوري من الأقليات؛ إذْ انهم يشاركون تلك الاراضي مع مجموعات أخرى (متضمنة الاشوريون والشراكس والأرمن والعرب). ثانيها، لقد تم تحديد الحركة الانفصالية الكردية في سوريا بكثافة بواسطة السياسات والهجرة من تركيا إذ انه قد نظر الى “الروجوفا” على أنها بداية لمشروع “كردستان” الأكبر المستوحى من الشمال. ثالثها، أدّى التدخل من القوى الإمبريالية لزيادة توقعات الإنفصاليين وألحق الضرر بالعلاقات الكردية-السورية.
سوريا، الملجأ المتعوَّد للأقليات، كان في تاريخها الأقدم كثيرٌ من الأكراد بينهم شخصيات مشهورة، لم يُؤيدوا الحلم الانفصالي. اثنان منهم مدفونان في أراضي الجامع الأموي في دمشق: الحاكم في القرن الثاني عشر صلاح الدين والعلامة الشيخ محمد البوطي (الذي استشهد جراء الافعال الارهابية لجبهة النصرة في عام ٢٠١٣). اعتنق كثيرٌ من السوريين ذوو الأصول الكردية فكرة الهوية الموسعة. قبل صراع ٢٠١١، صنف تيجيل (٤٦-٣٩: ٢٠٠٩) الهويات السورية الكردية على أنها مكونة من قوميات عربية وكردية وشيوعية. بينما كان القادة السوريين الأكراد حسني زعيم وأديب الشيشكلي يطلقون حملات تطالب “بسوريا الأعظم” اللاطائفية.
بدأ التأثير التركي الكردي في أوائل القرن العشرين؛ إذْ قَمَعَتِ الدولةُ التركية ما بعد العثمانية الثقافةَ الكرديّة. بعد فشل انقلابهم في عام ١٩٢٥، أخذ الأكراد الأتراك من سوريا ملجأً متضمنة دمشق. في عام ١٩٥٦، طرح اللاجئ التركي عثمان صبري فكرة الحزب الكردي السوري ونُصبَ نور الدين ظاظا، وهو لاجئ تركي آخر، رئيسًا لهذا الحزب (الكاتي ٤٧،٤٥: ٢٠١٩).
في السنين اللاحقة، كان هناك كثيرٌ من الانقسامات. في الثمانينات، ظهر الحزب الاتحادي الديمقراطي بوصفه فرعًا من حزب العمال الكردستاني الموالين لقائدهم عبد الله أوجلان الذي أقر في عام ١٩٩٦ أن “غالبيّة الأكراد في سوريا كانوا مهاجرين ولاجئين من تركيا ومن مصلحتهم العودة إليها” (في السوب ٢٣١: ٢٠١٤). يجب تحليل كثير من هذه المطالبات عن الأكراد “باللا دولة” في ضوء هذا التدفق التركي. كان رحيل اوجلان في عام ١٩٩٨ جزءًا من اتفاقية أضنة بين سوريا وتركيا (الكاتي ٥٢-٤٩: ٢٠١٩).
مع وعي القوى الكبرى للدور التفريقي المحتمل للأكراد الانفصاليين، لقد استخدمتهم لإضعاف الحكومات العربية وتجزيئها على مدى عقود. (قبيل ال ١٩٧٩) انضم الحلفاء الإقليميون لأميركا؛ إيران واسرائيل، مع قيادة الشاه لمجموعته الشرطة السرية السافاك لدعم التمرد الكردي ماديا شمال العراق لتقويض بغداد. انضم الإسرائيليون بعد عامين. قدمت وكالة الاستخبارات الامريكية دعما زائدًا للأكراد الذين كانوا تحت إمرة البرزاني ١٩٧٢. إحدى النتائج كانت عدم قدرة العراق على المشاركة في المقاومة العربية في وجه التوسع الاسرائيلي ١٩٦٧ و ١٩٧٣ لأن جزءًا كبيرًا من قوّات الجيش العراقي كانت قد نشرت في شمال العراق (غيبسون ٢٠١٩).
قدمت الحرب الأمريكية على سوريا ٢٠١١ فرص للانفصاليين الجدد. بدعم أولي من دمشق، أُعيدَ تفعيل وحدة حماية الشعب عام ٢٠١٢ ليتمكن السوريون في الشمال السوري من محاربة داعش. ولكن الاحتلال الأمريكي لأجزاء من شمال سوريا وشرقها في أواخر ال ٢٠١٥ أدى لانقلاب العديد من قوات وحدة حماية الشعوب الى قوات قسد الممولة امريكيا (مارتن ٩٦: ٢٠١٨). أحيانا كان يطلق على هذه الوحدات المنقلبة قوى “الروجوفا” وفي أحيان أخرى تم التقليل من شأن المكون الكردي.
استنادا لتقرير امريكي في عام ٢٠١٧، ٤٠% فحسب من قوات قسد في منبج كانوا أكرادًا (تاونسيند في حمد، بلانكارد و نيكيتين ١٢: ٢٠١٧)، ما خاطب الواقع الهزيل للتعداد الكردي القليل في منبج. قدم العقيد الأمريكي جون دوريان في أواخر ال ٢٠١٦ تقديرا أعلى لتعداد الاكراد في قوات قسد قائلا إن قوات قسد “تتكون مما يقارب ال ٤٥٠٠٠ مقاتل، أكثر من ١٣٠٠٠ منهم عرب (قسم الدفاع للولايات المتحدة الامريكية ٢٠١٦). أتى كثيرٌ منهم من بقايا الميليشيات المأجورة امريكيا في سوريا.
أكّد لي العقيد السوري مالك من حلب أن معظم من أفراد قوات قسد كانوا أكرادًا مشتملين على كثيرٍ من العراق وتركيا. تباين حجم المجموعات الخارجية والمجموعات اللا كردية تبعًا للأجور المعروضة. واعترف تقرير صادر عن المركز الدولي في لندن لدراسة التطرف والعنف السياسي بأن كلاً من وحدات حماية الشعب وقوات قسد لا تزال إلى حد كبير أسلحة لحزب العمال الكردستاني التركي (هولاند، مككاون ١٠: ٢٠١٧)
كان فشل الاستفتاء الانفصالي في العراق في أيلول ٢٠١٧ ضربةً خطيرة للمشروع الإقليمي. وقد وضع الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تنافسهما جانبا لإجراء استفتاء على الاستقلال (بعد أن دفعا بالفعل إلى الحصول على وضع فيدرالي واكتسباه) على الرغم من أن بغداد لمْ تُجِزْه. قيل إن الاقتراح حظي بموافقة ٩٢%، ولكن الحكومة والجيش العراقيين رفضاه على الفور، ما أخرج قوات البشمركة من كركوك في غضون ساعات قليلة (جبريدار ٢٠١٨ .(ICG 2019للمرة الأولى منذ عقود سيطر الجيش العراقي على المنطقة الشمالية الشرقية وأبدت بغداد إرادة سياسية كانت مفتقدة لها لسنوات عديدة.
في سوريا، لم تفعل القوات الأمريكية أي شيء لوقف التطهير العرقي الذي تقوم به وحدات حماية الشعب لغير الأكراد في المناطق التي تطالب بها. في تشرين الأول ٢٠١٥، اتهمت منظمة العفو الدولية وحدة حماية الشعب، (قبل أن تعيد الولايات المتحدة تسميتها باسم “قوات سوريا الديمقراطية”) بإجلاء العرب والتركمان قسرا من المناطق التي استولت عليها بعد تهجير داعش. وقدمت منظمة العفو الدولية أدلة تبين حالات التهجير القسري وهدم الممتلكات المدنية ومصادرتها، وهذه تُعدّ جرائم حرب (الذكاء الاصطناعي ٢٠١٥). جاءت اتهامات مماثلة من مصادر حكومية تركية (باموك وبكتاس ٢٠١٥) ولكن أيضا من لاجئين قالوا إن “مقاتلي وحدة حماية الشعب طردوا العرب والتركمان من منازلهم وأحرقوا وثائقهم الشخصية” (سهمر ٢٠١٥؛ المصري ٢٠١٥)
على أي حال، بعد أن أصبحت القوات الأمريكية رعاة مباشرين لقوات سوريا الديمقراطية في أواخر عام ٢٠١٥، واصلت لجنة تابعة للأمم المتحدة، برئاسة مشتركة من الدبلوماسية الأمريكية كارين كونينغ أبو زيد، سعيها لإلقاء معظم اللوم على قوات الحكومة السورية. واتهمت اللجنة وحدات حماية الشعب/قوات سوريا الديمقراطية بتهجير المجتمعات المحلية بالقوة “[ولكن فحسب] من أجل تطهير المناطق التي زرعها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”، والتجنيد الإجباري، لكنها “لم تجد أي دليل يثبت مزاعم بأن وحدات حماية الشعب أو قوات سوريا الديمقراطية استهدفت المجتمعات العربية على أساس العرق، ولا أن سلطات كانتونات وحدات حماية الشعب سعت بصورة منهجيّة إلى تغيير التكوين الديمغرافي للأقاليم” (IICISAR 2017: 111 و 93)
ومع ذلك، في عام ٢٠١٨، كانت هناك تقارير مستمرة عن التطهير العرقي للمسيحيين الآشوريين من المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التابعة لأمريكا في شمال شرقي سوريا. وورد أن شباناً في منطقة القامشلي قد اعتُقِلوا وجُنِّدوا قسراً في الميليشيات الكردية، وأنّ الميليشيات نفسها نهبت ممتلكات (عابد ٢٠١٨). في عام ٢٠١٩، أفادت التقارير أن قوات سوريا الديمقراطية أغلقت أكثر من ٢٠٠٠ مدرسة لتعليم اللغة العربية في منطقة الحسكة (سوريا تايمز ٢٠١٩) وأطلقت النار على النازحين وقتلتهم وجرحتهم وسجنت الذين كانوا يحاولون الفرار من مخيم الهول لللاجئين في جنوب شرق الحسكة (FNA ٢٠١٩). وعلى الرغم من ذلك، أوقفتْ منظمة العفو الدولية ووسائل الإعلام الغربية انتقاداتها السابقة بعد أنْ أنشأت الولايات المتّحدة “قوّات سوريا الديمقراطيّة” وتبنّتها.
وقد نظرت واشنطن في عام ٢٠١٢ بعين الرضا إلى خطة داعش لـ “إمارة سلفية”، من أجل إضعاف دمشق (DIA ٢٠١٢). في أيلول ٢٠١٦، استُخدمت القوات الجوية الأمريكية لمهاجمة أكثر من ١٢٠ جنديا سوريا وقتلهم في جبل الثردا خلف مطار دير الزور، لمساعدة جهود الجماعة الإرهابية (الفاشلة) للسيطرة على المدينة وتهديدها (أندرسون ٢٠١٧). ولكن عندما بدأت روسيا وسوريا والعراق في القضاء على هذه المستنسخات السعودية، أنقذت القوات الأمريكية ببساطة أفضل قادتها واستبدلت داعش بـ “قوات سوريا الديمقراطية” التي يقودها الأكراد (أندرسون ٢٠١٩: الفصلان ٥ و ٧)، مرة أخرى لتقويض دمشق وإضعافها.
لكن قوات الاحتلال الأمريكية لم تنتظر لرعاية مشروع روجوفا المشؤوم. في تشرين الأول ٢٠١٩، أعطى الرئيس ترامب الأمر بانسحاب جزئي من شمال سوريا. وكان الدبلوماسي الأمريكي السابق روبرت فورد قد حذر في عام ٢٠١٧ من أن الولايات المتحدة ستتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية (أوكونور ٢٠١٧). لذا، وبعد تجريدها من الحماية العسكرية الأمريكية ومصدرها الرئيسي للأسلحة والتمويل، اضطرت «قوات سوريا الديمقراطية» إلى عقد تحالف جديد بسرعة مع دمشق وروسيا، لمنع الإبادة على يد قوات أردوغان. واعتبر الزعيم التركي وحدات حماية الشعب/قوات سوريا الديمقراطية بقيادة أوجلان نقطة انطلاق لمشروعها الأكبر في تركيا (Demircan ٢٠١٩)
اشتكى الليبراليون الغربيون من أن الولايات المتحدة “تخون” حلفاءها الأكراد. لكنهم وضعوا كثيرًا من الإيمان في الأساطير الرومانسية. على سبيل المثال، قدّم أونفر (٢٠١٦) الأكراد الانفصاليين على أنّهم متلقّون لفرص غير مخططة في “الحرب الأهلية” في سوريا في “عصر تغيير الحدود”، وكأنّ القوة العظمى لم تكن تستخدم مرة أخرى “الورقة الكردية” لتقسيم كل من العراق وسوريا وإضعافِهما. حاول شميدنجر (٢٠١٨: ١٣، ١٦-١٧) تحويل التنوع التاريخي في سوريا إلى حجة للانقسام الطائفي “روجوفا” – بدلاً من دولة حدودية شاملة. ولكن كما قيل مرات عديدة من قبل، فإن القوى الإمبريالية لا يوجد لديها حلفاء حقيقيون أبداً، بل مصالح فحسب. قال قائد المقاومة اللبنانية حسن نصر الله للانفصاليين الأكراد في شباط ٢٠١٨: “في النهاية سيعملون وفقاً لمصالحهم، سيتخلون عنك وسيبيعونك في سوق للعبيد”.
وفي الوقت الحالي، وبمباركة من واشنطن، يصر أردوغان على خطته للسيطرة على أجزاء كبيرة من شمال سوريا، بهدف توطين عدد كبير من اللاجئين في تركيا في ظل نظام بأسلوب جماعة الإخوان المسلمين، تسيطر عليه الميليشيات الإسلامية الطائفية. قال لي اللواء السوري المتقاعد محمد عباس محمد إن الزعيم التركي لم يتخل عن طموحه في أن يصبح “خليفة” للأمم الإسلامية في العصر الحديث، ويعمل على استعمار العقول السورية بشعاراته الإسلامية المستمرة.
ومع ذلك، وبمساعدة حلفائها، تكسب سوريا الحرب. لقد هُزمت داعش/الدولة الاسلامية في سوريا وجبهة النصرة تقريباً، وأُزيل الستار عن “الخوذ البيضاء” وحيل الأسلحة الكيميائية، وانهارت أسطورة روجوفا. لكن الحرب الاقتصادية التي تقودها واشنطن تستهدف الآن جميع البلدان المستقلة في المنطقة، محرضة من تفاقم الاحتلال والإرهاب.
يخبرنا مدير الدائرة السياسية في الجيش العربي السوري اللواء حسن حسن أن الولايات المتحدة “لديها القدرة على تدمير العالم، مرات عديدة، لكنها لم تتمكن من تحويل تلك القوة إلى قدرات”. وهذا هو السبب في فشل الحروب الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة.
وفي الوقت الذي نتجه فيه بالفعل إلى عالم متعدد الأقطاب، يقول، إننا لم نصل إلى هناك بعد. “سوريا لا تزال تواجه نظام القطب الواحد”. إن أردوغان وداعش وإسرائيل وقوات سوريا الديمقراطية كلها “دمى” لهذا النظام العالمي الذي يموت تدريجيا. ولا يزال أردوغان، بتفويض من الولايات المتحدة، يرغب في إقامة منطقة للإخوان المسلمين في شمال سوريا وشرقها. يقول اللواء حسن إن هذا نظام يموت وهو “أخطر” الأنظمة. وأضاف أن “الدولة الاميركية العميقة” تعلم أن قطبها الأوحد يتهاوى لكن ذلك لم يعلن بعد. لقد ولد النظام العالمي الجديد، ولكن لم يُعترَفْ به بعد. الولايات المتحدة تريد إطالة أمد هذا الصراع لأطول مدّة ممكنة، ومعاقبة الشعب السوري.
صورة: عبور نهر الفرات الضخم من ريف منبج إلى ريف الرقة، شمال سوريا.
في تلك المرحلة الانتقالية، نرى تعاوناً بين الجيش العربي السوري وقوات سوريا الديمقراطية، وشذوذاً غير عادي لمنبج تديره قوات سوريا الديمقراطية، والتجربة الجارية ل “كوباني”، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في بلدة حدودية يسميها السوريون عين العرب.
مسافرون من ريف حلب إلى ريف الرقة على الطريق السريع M4، نعبر نهر الفرات، وهو مساحة ضخمة من المياه العذبة متوسطة العمق الذي يبدو جميلا بشكل خاص بين منطقتين صحراويتين. وبتحولنا شمالاً نصل إلى عين العرب، على الحدود التركية، في أقل من ساعة. وعلى الرغم من أن عصابات أردوغان تهاجم عين العيسى، في عمق سوريا على الطريق M4، لا توجد أي علامة على القتال بالقرب من عين العرب نفسها. اللواء عباس يقول إن أردوغان يهدف إلى توغلات ضيقة، يمكن توسيعها لاحقا.
وقد أُجْلِيَتْ هذه المدينة الصغيرة التي ربما يبلغ عدد سكانها ٤٥٠٠٠ نسمة في القتال السابق، ولا تزال تظهر عليها علامات الدمار الكبير، لا سيما على الجانبين الشرقي والشمالي. أقل من عُشر حجم منبج يقال الآن إن غالبية الأكراد ورفاق قوات سوريا الديمقراطية يبدون منظمين بصورة جيدة. نُقلنا إلى مقرهم الصغير، وهو مبنى من ثلاثة طوابق، في انتظار مزيد من عمليات التفتيش الأمني ومرافقة إلى إحدى مدارسهم وأحد مستشفياتهم.
في المدرسة الثانوية، كما هو الحال في المقر، يبدون حذرين من أجنبي يرافقه عقيد من الجيش السوري العربي وصحفي سوري. وهذا ينهار قليلا وأنا أسأل عن مناهجهم الدراسية والأطفال، الذين مروا بوضوح بصدمة كبيرة. يقول مدير المدرسة إنهم يطورون برامج لمساعدة الطلاب على التعامل مع تجاربهم في الحرب. لم ينته التهديد بعد؛ إذْ لا تبعد قوات أردوغان، بما في ذلك العصابات الإسلامية الطائفية، سوى بضعة كيلومترات إلى الشمال.
لقد أدى المنهج القومي الكردي إلى قطيعة مع النظام المركزي القائم على اللغة العربية الذي أُعِدّ في دمشق. ويوضح مدير المدرسة أن منهجهم يدرَّسْ بنسبة٦٠% باللغة الكردية و٢٠% باللغة العربية و٢٠% باللغة الإنجليزية. أما الأطفال من الأسر العربية، فإن منهجهم الدراسي هو ٦٠% من اللغة العربية و٢٠% كردياً و٢٠% إنجليزياً. يتحدثون عن أربع “قوميات” في كوباني: كردي وعربي وإيزيدي ومسيحي. هكذا يرون الأمر.
إدارة المشافي الصغيرة أيضا مرؤوسة بقوّة كرديّة قوميّة. أسأل من أين يحصلون على دعمهم ويذكرون الأميركيين وبعض المنظمات غير الحكومية الدولية. بالطبع لا يوجد شيء من أنقرة. “ماذا عن دمشق؟” أنا أسأل. “لا شيء ولا نريد شيئاً”، يقول أحد المديرين.
قد يكون هذا صحيحاً فيما يتعلق بهذا المستشفى، إلا أن زملاء سوريين يقولون إن معظم المراكز الصحية في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تحصل على التمويل والإمدادات من دمشق. لذا فإن أمنهم ليس فحسب بضمان الدولة السورية، وكذلك معظم خدماتهم الاجتماعية.
الصورة: المؤلف (في الوسط) مع الصحفي السوري نهاد رومية (يسار)، ومدير المدرسة (السترة الحمراء) وموظفين آخرين في مدرسة ديبستانا شهيد برارتان باتمان (مدرسة شهداء باتمان الثانوية) في كوباني/عين العرب.
ويبقى أن نرى إلى أي مدى سيبقى الحكم الذاتي الكردي، في ظل تسوية سياسية نهائية. الاتحاد ليس جزءاً من النقاش، من الواضح أن دمشق ترى في ذلك مساراً من شأنه أن يمزق البلاد ويضعفها. وفي الوقت الذي يحارب فيه الجيش العربي السوري وقوات سوريا الديمقراطية معاً عصابات أردوغان، تدعو دمشق القادة العرب في الشمال والشمال الشرقي، الذين تعاونوا مع قوات الاحتلال الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية، إلى العودة إلى الجيش العربي السوري. وعلى الجانب الآخر، يعارض قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدو دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش العربي السوري (فان ويلغنبورغ ٢٠١٩) ويريد التمسك بأكبر قدر ممكن من الإدارة المحلية (شاهد سوري ٢٠١٩). إن استمرار الوجود الأمريكي ورعاية وحدات قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة والقامشلي ودير الزور (أفال ٢٠١٩) يعمل على الحفاظ على أوهام الحكم الذاتي.
في وسائل الإعلام الروسية هناك بعض التشاؤم فيما يتعلق بالمصالحة بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق. ويشير أحد المراقبين إلى أن “روسيا ستجبر في نهاية المطاف معظم (إن لم يكن كل) القوات التركية على مغادرة سوريا … [لكن دمشق] والأكراد السوريين لديهم أهداف سياسية وعسكرية متعارضة لن يكون من السهل التوفيق بينها” (شتاين ٢٠١٩).
ومع ذلك، فإن دمشق لديها بعض البطاقات الأخرى. لقد نما نفوذ وحدات حماية الشعب/حزب العمال الكردستاني/قوات سوريا الديمقراطية من خلال الرعاية الأمريكية، ومع تراجع ذلك، من المرجح أن تعود أصوات أخرى في الشمال، بما في ذلك الأصوات الكردية، إلى الظهور من جديد، لا سيما من خلال العملية الدستورية في جنيف. ويشير اللواء عباس إلى أن هناك الآن عشرات الأحزاب الكردية في الشمال الشرقي (سوريا تايمز ٢٠١٨). وبالنظر إلى تعنت قوات سوريا الديمقراطية التابعة للولايات المتحدة، يقال إن روسيا تجند الشباب الكردي السوري في مجموعة منافسة (دوفار ٢٠١٩)، الذين من المرجح أن يتم اشراكهم في الجيش العربي السوري.
وفي رأيي، من المرجح أن يكون هناك بعض التوافق مع المطالب القومية الكردية على المستويين الثقافي والإداري المحلي، بشرط ان يكون إلى جانب الجهود المبذولة لضمان ألا يكون ذلك امتيازاً للأكراد فوق الجماعات السورية الأخرى. وينبغي أن يظهر ذلك في الدستور المعدل. إن النظام العالمي القديم يموت والجديد لا يزال يولد. في هذا العالم الانتقالي، تستمر واشنطن في حربها الخاسرة، لتقسيم الشعب السوري ومعاقبته.
المراجع:
Abed, Sarah (2018) ‘Kurdish Militias in Northeastern Syria Turn to Kidnapping, Conscription, ISIS-like Tactics’, MintPress, 12 February, online: https://www.mintpressnews.com/kurds-in-conflict-ridden-northeastern-syria-turn-to-kidnapping-conscription-isis-like-tactics/237466/
Ahval (2019) ‘Syrian Kurdish military commander announces SDF deal with Russia’, 2 December, online: https://ahvalnews.com/northern-syria/syrian-kurdish-military-commander-announces-sdf-deal-russia
AI (2015) ‘Syria: ‘We had nowhere to go’ – Forced displacement and demolitions in Northern Syria’, Amnesty International, London, October, online: https://www.amnesty.org/download/Documents/MDE2425032015ENGLISH.PDF
Al Masri, Abdulrahman (2015) ‘Is there ‘systematic ethnic cleansing’ by Kurds in north-east Syria?’, Middle East Monitor, 21 June, online: https://www.middleeastmonitor.com/20150621-is-there-systematic-ethnic-cleansing-by-kurds-in-north-east-syria/
Allsop, Harriet (2014) The Kurds of Syria: Political Parties and Identity in the Middle East, I.B. Tauris, New York
Anderson, Tim (2017) ‘Implausible Denials: The Crime at Jabal al Tharda’, Global Research, 17 December, online: https://www.globalresearch.ca/implausible-denials-the-crime-at-jabal-al-tharda-us-led-air-raid-on-behalf-of-isis-daesh-against-syrian-forces/5623056
Chomani, Kamal (2019) ‘Oil dispute reignites Baghdad-Erbil tensions’, al Monitor, 29 May, online: https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2019/05/iraq-kurdistan-oil-kirkuk.html
Demircan, Davut (2019) ‘Evidence points to nexus between YPG/PKK’, Andalou Agency 23 October, online: https://www.aa.com.tr/en/middle-east/evidence-points-to-nexus-between-ypg-pkk/1624238#
DIA (2012) ‘14-L-0552/DIA/288’, Defence Intelligence Agency, Washington, 12 August, online: https://www.judicialwatch.org/wp-content/uploads/2015/05/Pg.-291-Pgs.-287-293-JW-v-DOD-and-State-14-812-DOD-Release-2015-04-10-final-version11.pdf
Duvar (2019) ‘Russia ‘seeks to build local force from ethnic Kurds to replace SDF’, 24 december, online: https://www.duvarenglish.com/world/2019/12/24/russia-seeks-to-build-local-force-from-ethnic-kurds-in-syrias-northeast-report/
FNA (2019) ‘US-Backed SDF Kills Civilians Trying to Escape Hasaka Refugee Camp’, Fars News Agency, 24 May, online: https://en.farsnews.com/newstext.aspx?nn=13980303000377
Gabreldar, Bushra (2018) ‘Kurdish independence in Iraq’, Harvard International Review , Vol. 39, No. 1, Athletic Diplomacy: the intersection of sports and culture (Winter 2018), pp. 7-9
Galbraith, Peter (2019) ‘The Betrayal of the Kurds’, New York Review of Books, 21 November, online: https://www.nybooks.com/articles/2019/11/21/betrayal-of-the-kurds/
Gibson, Bryan (2019) ‘The Secret Origins of the U.S.-Kurdish Relationship Explain Today’s Disaster’, Foreign Policy, 14 October, online: https://foreignpolicy.com/2019/10/14/us-kurdish-relationship-history-syria-turkey-betrayal-kissinger/
Gunter, Michael (1996) ‘The KDP-PUK Conflict in Northern Iraq’, Middle East Journal, Vol. 50, No. 2 (Spring, 1996), pp. 224-241
Gürbüz, Mustafa (2016) Rival Kurdish Movements in Turkey, Amsterdam University Press
Hennerbichler, Ferdinand (2012) ‘The Origin of Kurds, Advances in Anthropology, Vol 2 No 2 64-79
Hoffman, Sophia (2016) The Politics of Iraqi Migration to Syria, Syracuse University Press, New York
Holland-McCowan, John (2017) ‘War of Shadows: How Turkey’s Conflict with the PKK Shapes the Syrian Civil War and Iraqi Kurdistan’, International Centre for the Study of Radicalisation and Political Violence (ICSR), online: https://icsr.info/wp-content/uploads/2017/08/ICSR-Report-War-of-Shadows-How-Turkey’s-Conflict-with-the-PKK-Shapes-the-Syrian-Civil-War-and-Iraqi-Kurdistan.pdf
Humud, Carla E.; Christopher M. Blanchard and Mary Beth D. Nikitin (2017) ‘Armed Conflict in Syria: Overview and U.S. Response’, Congressional Research Service, April 26, online: https://www.refworld.org/pdfid/591c08bc4.pdf
Ibrahim, Shivan (2019) ‘Syria’s Kurdish parties do not see eye to eye’, Al Monitor, December 9, online : https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2019/12/kurds-syria-pyd-national-council-russia-syrian-regime.html
ICG (2019) ‘After Iraqi Kurdistan’s Thwarted Independence Bid’, International Crisis Group, Report 199 / Middle East & North Africa 27 March, online: https://www.crisisgroup.org/middle-east-north-africa/gulf-and-arabian-peninsula/iraq/199-after-iraqi-kurdistans-thwarted-independence-bid
IICISAR (2017) ‘Human rights abuses and international humanitarian law violations in the Syrian Arab Republic, 21 July 2016’, Independent International Commission of Inquiry on the Syrian Arab Republic, ‘Conference room paper’, 10 March 2017, online: https://www.ohchr.org/_layouts/15/WopiFrame.aspx?sourcedoc=/Documents/Countries/SY/A_HRC_34_CRP.3_E.docx&action=default&DefaultItemOpen=1
Kutschera, Chris (1994) ‘Mad Dreams of Independence: The Kurds of Turkey and the PKK’, Middle East Report, No. 189, The Kurdish Experience (Jul. – Aug., 1994), pp. 12-15
Martin, Kevin (2018) ‘Syria and Iraq ISIS and Other Actors in Historical Context’, in Feisal al-Istrabadi and Sumit Ganguly (2018) The Future of ISIS: Regional and International Implications, Brookings Institution Press
Mohannad Al-Kati (2019) ‘The Kurdish Movement in the Arab World: The Syrian Kurds as a Case Study’, AlMuntaqa , Arab Center for Research & Policy Studies, Vol. 2, No. 1 (April/May 2019), pp. 45-61
Najjar, Faray (2019) ‘New front in Syria’s war: Why Manbij matters’, Al Jazzera 16 October, online: www.aljazeera.com/amp/news/2019/10/front-syria-war-manbij-matters-191015143157365.html
O’Connor, Tom (2017) ‘’U.S. will lose Syria to Iran and abandon Kurdish allies, former Ambassador says’, Newsweek, 19 June, online: https://www.newsweek.com/us-military-kurds-lose-iran-syria-former-ambassador-627395
Pamuk, Humeyra and Umit Bektas (2015) ‘Turkey sees signs of ‘ethnic cleansing’ by Kurdish fighters in Syria’, Reuters, 17 June, online: https://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-kurds-turkey-idUSKBN0OW1SA20150616
Schmidinger, Thomas (2018) Rojava: Revolution, War and the Future of Syria’s Kurds, Pluto, London
Sehmer, Alexander (2015) ‘Thousands of Arabs flee from Kurdish fighters in Syria’s north’, The Independent, 1 June, online: https://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/thousand-of-arabs-flee-from-kurdish-fighters-in-syrias-north-10289475.html
Semenov, Kirill (2019) ‘Russia faces Dilemmas in northeastern Syria’, Al Monitor, 21 November, online: https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2019/11/russia-syria-us-turkey-kurds.html
SOHR (2019) ‘Lens of SOHR monitors the rise of the Syrian flag and the flag of Syriac Military Council affiliated to “SDF”, in Tal Jemma north of Tal Tamr town’, 4 December, Syrian Observatory of Human Rights, online: http://www.syriahr.com/en/?p=149576
Stein, Aaron (2019) ‘Temporary and Transactional: The Syrian Regime and SDF Alliance’, Valdai Club, 29 November, online: https://valdaiclub.com/a/highlights/temporary-and-transactional-the-syrian-regime/
Syrian Observer (2019) Russia takes over SDF Base in northern Hassakeh, 2 December, online: https://syrianobserver.com/EN/news/54623/russia-takes-over-sdf-in-northern-hassakeh.html
Syria Times (2018) ‘Syrian officer to ST: forces in Syria’, 31 December, online: http://syriatimes.sy/index.php/editorials/opinion/39606-syrian-officer-to-st-forces-in-syria
Syria Times (2019) ‘SDF militia closes 2154 Syrian schools and gives some of them to US occupation army’, 27 September, online: http://syriatimes.sy/index.php/news/local/43878-sdf-militia-closes-2154-syrian-schools-and-gives-some-of-them-to-us-occupation-army
Tejel, Jordi (2009) Syria’s Kurds: History, Politics and Society, Routledge, New York
Ünver, H. Akin (2016) Schrödinger’s Kurds: Transnational Kurdish Geopolitics in the Age of Shifting Borders, Journal of International Affairs , Vol. 69, No. 2, Shifting Sands: The Middle East in the 21st Century (SPRING/SUMMER 2016), pp. 65-100
USDOD (2016) ‘Department of Defense Press Briefing by Col. Dorrian via teleconference from Baghdad, Iraq’, U.S. Department of Defense, 8 December, online:
Van Wilgenburg, Wladimir (2019) ‘SDF leadership meets with Arab tribes in response to Damascus call to defect’, Kurdistan24, 11 December, online: https://www.kurdistan24.net/en/news/09be9fde-3988-4307-be32-ab161da48412
Yildiz, Kerim (2005) The Kurds in Syria: the forgotten people, Ann Arbor, London