وسط تنامي التساؤلات والانتقادات في الشارع اللبناني وضمن صفوف حزب الله من تخلي طهران عنه، وفق ما أكد بعض المسؤولين الإيرانيين سابقا، خرج وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي مجددا ليؤكد وقوف بلاده إلى جانب لبنان
وقال عراقجي: “لا يزال موضوع لبنان والعدوان الإسرائيلي على هذا البلد، أحد أهم القضايا في الاجتماعات واللقاءات التي نعقدها.. .
كما أضاف أن “مجلس الأمن لا يزال غير قادر على اتخاذ قرار بسبب سياسة الولايات المتحدة التي تمنع أي نتائج ملموسة لتلك الاجتماعات.”، وفق ما أفادت وسائل إعلام إيرانية اليوم الجمعة.
لكنه لفت إلى أنه “تم إنشاء منبر أتاح لإيران ولبنان وسوريا والعراق طرح وجهات نظرهم”، وفق تعبيره، في إشارة إلى الاجتماعات التي تعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
موقف محرج
وكانت إيران وجدت نفسها خلال الفترة الماضية في موقف محرج، بعد تصريحات العديد من مسؤوليها من ضمنهم عراقجي نفيه الذي أكد قبل يومين أن بلاده مستعدة للتفاوض مع الغر ب والولايات المتحدة من أجل استئناف مفاوضات النووي.
كما أشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال تواجده في نيويورك يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن حزب الله “غير قادر وحده على مواجهة إسرائيل” داعياً الدول الغربية إلى صد الاعتداءات الإسرائيلية.
كذلك تحدث أكثر من مرة عن السلام وعدم الانجرار لحرب موسعة، ما فهم، بحسب العديد من المراقبين والمتخصصين، بأنه تخل عن حزب الله، أقوى الفصائل المسلحة المدعومة إيرانيا في المنطقة.
أتت تلك التصريحات بعدما تلقى حزب الله، الجماعة شبه العسكرية غير الحكومية الأكثر تسليحاً في العالم، ضربة مؤلمة الأسبوع الماضي، عقب اختراق إسرائيل آلاف أجهزة النداء اللاسلكي (بيجر
والووكي توكي يومي الثلاثاء والأربعاء وتفجيرها بوجه المئات من عناصره فضلا عن مدنيين يستعملون تلك الأجهزة أيضا، ما خلف عشرات القتلى ونحو 3000 مصاب.
كما استهدفت غارة إسرائيلية يوم الجمعة الماضي مبنى سكنيا في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدى إلى مقتل 16 من عناصر الحزب بينهم قياديان كبيران (إبراهيم عقيل وأحمد وهبي) من وحدة الرضوان التي تعتبر وحدة النخبة في حزب الله.
كذلك أغارت قبل أيام (23 سبتمبر) على حي ماضي في الضاحية محاولة اغتيال علي كركي قائد الجبهة الجنوبية في الحزب، إلا أنه خرج حياً، وفق ما أكد الحزب لاحقا.
وفي 24 من الشهر الحالي أيضا تمكنت غارة إسرائيلية من قتل إبراهيم محمد قبيسي، قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله، مع عناصر أخرى في الحزب بغارة في منطقة الغبيري في الضاحية أيضا التي تعد معقل حزب الله في بيروت. كذلك اغتالت إسرائيل بنفس الطريقة أمس (26 سبتمبر) القيادي في الحزب المسؤول عن المسيرات محمد سرور.
لكن كل تلك الاغتيالات لم تدفع إيران حتى الآن إلى التحرك، على الرغم من تلميحها بأن صبرها لن يطول للأبد.
المصدر: العربية